بعض دول الأمة التي أستبيحت عن بكرة أبيها , وتحقق القبض على عنق وجودها , والإستحواذ على كل شيئ فيها , وتتحكم بمصيرها القوى التي تآزرت لتدميرها وإخراجها من دائرة التفاعل الإقليمي , وتحويلها إلى ساحة خراب ودمار , ومرتع للشرور والعدوان على ذاتها , ومحق هويتها ومصادرة وطنيتها , وإستعمال الدين ليكون المثرمة القاضية بجعلها هباءً منثورا.
وما يحصل في الدول المُستباحة , أن الحاكم واحد متمترس وراء مصالحه ومشاريعه المرسومة , وما يقوم به تغيير الحكومات بلعبة الإنتخابات المقننة وفقا لإرادة متنفذ هنا أو هناك , لتعبّر عما هو مطلوب , ويؤتى بحكومة لا تقدم ولا تؤخر , ولا تختلف عن سابقاتها , لأنها مأمورة وحسب , ولهذا فالحكومات تشابهت في سلوكها المعادي للوطن والمواطنين.
فالوطن مسلوب , والشعب مغلوب , والكراسي تنوب , والتغيير كذوب!!
فالحاكم في الدول المصادرة السيادة , والمفخخة بالمجاميع المسلحة التابعة لجهات متعددة , والمقلدة لعمائم متاجرة بدين , ليس من الشعب , وإن ظهر على أنه كذلك , لأنه حالما يوضع في الكرسي , يتحقق إستعباده وأسره , وضغطه بين أسنان كماشة ذات أكثر من ذراعين , وعليه أن يفعل ما يؤمَر وإلا يثرم , فيذعن للفعل المُدان ويتنعم بالخزي والهوان.
ومن المحزن حقا أن لا يوجد قائد تأخذه الغيرة على وطنه وشعبه , وينتفض بقوة ويستشهد في سبيل العزة والكرامة والسيادة , وكأن الأمة ما عادت تلد أصلها وجوهرها.
أما الشعب فأنه بضعة أفراد مرهونة بعمامة أو مراهن دجال مضلل , فبعد أن كان الذي يحكم واحدا , أصبح آحادا في ظل الديمقراطية المزعومة , ذات المخالب والأنياب , المنقضة على روح الوطن والأمة.
فأين الوطن وقيمة الإنسان؟
و”حب الوطن من الإيمان”!!!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *