في المباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم بكرة القدم والمقامة حالياً في قطر، قدٌم المعلق العربي التونسي عصام الشوالي أثناء التعليق مقدمة تاريخية رائعة جداً عن أمجاد العرب وتطورهم وهو يحاكي مفخرة التاريخ وحاضر العمران والرقي في استضافة بطولة كأس العالم لأول مرة على أرض العرب.
في حديث عصام الشولي جملة خص بها بغداد وريادتها العلمية آنذاك عندما قال: (نحن من علمكم كل شيء واسألوا شارلمان عن ساعة هارون الرشيد) وشرلمان هذا كان ملك بلاد الفرنجة التي هي فرنسا حالياً حيث كان شرلمان يرسل طلاب بلاده إلى بغداد ليتعلموا مختلف العلوم آنذاك وكان هارون الرشيد يكرم هؤلاء الطلاب عند انتهاء دراستهم ويرسل بيدهم الهدايا لهم ولأمبرطورهم.
ومن بين تلك الهدايا أرسل هارون الرشيد للملك شارلمان ساعة مائية جميلة جداً مصنوعة من النحاس وطولها أربعة أمتار تشتغل بقوة دفع الماء، كانت مصممة لكل ساعة وكان موجود فيها إثنا عشر باباً عند كل توقيت ساعة يخرج فارس معدني صغير يدور حول الساعة ويعود إلى نفس المكان.
كانت الساعة آنذاك اختراعاً عالمياً وكان شارلمان معجب جداً بها ويقف أمامها طويلاً للتأمل حتى جاء يوم أقنعه الرهبان بأن هنالك شيطاناً في داخل هذه الساعة هو من يحركها بهذه الدقة وللأسف صدق الملك هذا الادعاء وأمر جنوده بتكسير الساعة وفك لغزها وبعد أن كسروها عجزوا عن إصلاحها رغم استدعاء خيرة علمائهم ومهندسيهم وبقيت عاطلة لأن الملك خجل من إيصال الأمر لهارون الرشيد. فتخيلوا عظمة العرب آنذاك ومستوى تطورهم.
…………….