يحدد الفرق نوع العمل وربما لا يوجد عمل من الأصل . مثال ذلك النائب عالية نصيف التي تثير إهتمام وسائل الإعلام دائماً والمتابعين بنشاطها الدائب وحركتها مع الناس وفي الشارع ومن يشاهدها في التلفزيون والبرلمان وفي السجالات السياسية يتوهم إنها مشغولة في السياسة والجدل والصراع ولكن الشيء المثير للإهتمام أكثر هو إنشغالها وعلى الدوام بهموم ومشاكل الناس في المناطق التي تمثلها في مجلس النواب ، حيث تقدم خدمات كاملة وعلى مدار الساعة وفي مجالات عدة لا تبدأ من تعبيد الشوارع فحسب بل تمتد إلى المنشآت الصحية والطبية والمدارس ومحطات المياه والمجاري ومراكز الشباب والرياضة والنشاطات المتعلقة بالمرأة والطفل ودون تردد ، وفي الحقيقة فإن أهم ما على النائب في البرلمان أن يقوم به هو تقديم الخدمات للناس ومتابعة شؤونهم في مناطق سكناهم وفي دوائر الدولة ومثلما يراقب النائب أداء مؤسسات الدولة فالناس يراقبون أداء النائب ويقيمون ذلك الأداء ويبنون عليه مواقفهم خاصة حين يحين موعد الإنتخابات وهذا سر فوز النائب عالية نصيف في كل دورة إنتخابية وسر تعلق الناس بها وثنائهم عليها وذكرها في مجالسهم ولمن يزور مناطقهم ، والذي يسألهم لماذا أنتم داعمون لعالية نصيف في كل مرة ؟
نائب آخر خسر في منطقة وكان بعيداً عن أهلها بل ولم يكن الناس يعرفونه ولكنه عاد بطريقة ما ليشغل مقعداً بعد إنسحاب نائب وهو الآن نائب عن تلك المنطقة وما يزال أغلب الناس لا يعرفونه ولا يتعاملون معه ولم يترك أثراً في أي جانب مطلقا ، حتى إنه لا يحضر إلى تلك المنطقة إلا في النادر ودون أن يشعر به أحد من المواطنين وهذا هو الفرق بين نائب يكرس جهوده لخدمة الناس وتلبية مطالبهم وبين نائب يهتم فقط بشؤونه ومصالحه ومشروعه السياسي المنفصل عنهم ، ولذلك فالأثر الذي يبقى هو الناتج عن العطاء الحقيقي وليس الخداع والتضليل الإعلامي .