الشاعر | وفائي ليلا

 

في السويد لا يعتبرونك قريبة من الدرجة الأولى

لذا

لن أستطيع أن أطالب الهجرة بلمّ الشمل

في السويد انسانيون للغاية ولكنهم يظنون أن امرأة في الثمانين لا تعني شيئاًً لشاعر تافه

أي شيء

وبالتالي لن يوافقوا على طلب اللجوء أو لمّ الشمل

 

ماما

في السويد أنا بلا عمل

يلزمني سنوات أطول لكي أعرف اللغة

وعقداً أبيضاً

هل تعرفين معنى أن يكون العقد أبيض

كل شيء جميل هنا لونه أبيض

أي أنه مخصص للناجحين

للأقوياء

للواثقين

والبارعيين

أي

شيئاً لا يشبهنا بالمرة

 

“عزيزتي” ماما

هنا لكي أستطيع أن أدعو أحداً ما من الأقارب

يجب أن يكون من الدرجة الأولى

ولأكوّن أسرة علي أن أثبت هذه الصلة

وأنتِ ياعزيزتي

لست قريبة بي إلى هذا الحد

كما يقول القانون

وموضوع العمل يحتاج لوقت طويل جداً

قد أموت قبل أن أحقق هذا الشرط

 

ماما

الكنيسة هنا فقط تقول أن هذا العمل غير انساني

وأن لمّ الشمل ضرورة

وكل من “الاشتراكيين الطيبين واليمنيين الأشرار” يتفقون أن هذا غير ضروري ومُلّح

بل يخالف الطبيعة

وضد المنطق

 

ماما

أنا أعرف أن أحدنا سيموت دون أن يرى الآخر

لا التكاليف تسمح

ولا الهجرة تسمح

ولا القوانين تسمح

فأنت بالنهاية لست قريبتي إلى هذا الحد كما يقولون

ولا تمتين بصلة إليّ،

أقصد إلى تلك الدرجة

 

“عزيزتي” ماما

أظننا غرباء

وعليّ أن لا أخبرك بذلك

كي لا تصابين بالصدمة

أو تفكرين لا سمح الله

أنني في بلاد سيئة ولا تعرف معنى أن البشر

كل البشر لهم أمهات

ويتمنون قبل أن يفقد أحدهم الآخر أن يتعانقوا

ويبكوا في أحضانهن

وربما يضحكوا سوية من حماقة القوانين

وغباء الاشتراكيين واليمنيين الذين يختلفون في كل شيء ويتفقون فقط

حين يتعلق الأمر بك

 

عزيزتي ماما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *