-1-

قال ابو اسحاق الصابي :

والعمرُ مِثْلُ الكأس يرسبُ

في أواخرِه القذى

وكأنَّ الصابي شرب الكأس صافياً ونقيا أيام صباه وشبابه ، وعانى في الفصل الأخير في حياته مما تراكم أسفل الكأس من الأوساخ ..!!

وبهذا يكون قد عبّر عن تجربته الحياتية الخاصة .

-2-

وقال ابن التعاويذي ( محمد بن عبد الله ) :

فَمَنْ شَبَهَ العمرَ كأسا يقر

قذاهُ ويرسبُ في أسفَلِهْ

فانّي رأيتُ القذى طائِفَاً

على صفحةِ الكأسِ مِنْ أوَلِهْ

وابن التاويذي هنا يعكس ايضا تجربته الحياتية الخاصة ، ويعلن أنَّ كأسه كانت تطفو على سطحه الاقذاء منذ ايامه الاولى، في اشارة الى حياته المليئة بالغصص والكدر والصعوبات الجمّة .

-3-

أما عبد الباقي العمري فيقول :

علينا أَهّلَةُ هذي الشهور

غدتْ تحصدُ العمُرَ في مِنْجَل

لقد شبه الهلال بالمنجل ،

وكما أنَّ المنجل يحصد الزرع، فانّ الهلال يحصد العُمر ، بمعنى أنّ اطلالة هلال كل شهر من الشهور ما هي الا تنبيه وتحذير على نقصان أعمارنا ، التي لا يعلم أحدٌ على وجه الدقة والتحديد مقدارها .

غير أنّ العمري كان قد تنبأ بموعد وفاته فأرّخ في حياتِه سنةَ وفاته وقال:

بلسانٍ قد وحّد اللهَ أرّخْ

( ذاق كأسَ المنون عبدُ الباقي )

-4-

وقال آخر سار على منهج العمري :

يُبشرني الهلالُ بنقص عمري

وأفرحُ كلما طَلعَ الهلالُ

-5-

وقال كاتب السطور :

ما العمرُ الاّ كتابٌ

سطورُه الأيامُ

بالعلم ضاءتْ حياتي

وانزاحَ عني الظلامُ

نعم

ان الحياة ظلام دامس انْ لم تكن مزدانة بأضواء العلم والادب، وفي البيتين دعوة صريحة الى الاقبال على الانتهال من ينابيع العلم والمعرفة والثقافة فحياة الأمّة مرتبطه ارتباطاً عضويا بفتوحاتها العلمية ومشاريعها الثقافية الواعدة .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *