قراءة المقالات التي ينشرها الأدباء العراقيون ضرورة لا بدّ منها، أتبنى هذه النظرية، لكن يأساً يعتريني في كل مرة أقرأ فيها مقالة أو نصا نقديا، إذ لا تُفهم المقالات المنشورة والنصوص النقدية، فهي عبارة عن جمل غير مترابطة ومصطلحات غير مستخدمة وأنساب لا ذوق يشفع لها من مثل (نمذجة، عارفية، معارفية، هدفية…)، فمن المضني أن تقرأ مرة ومرتين نصا نقديا ولا تستطيع فهمَ جملِه أو استيعاب معنى منه، ربما يكون الخلل بالقارئ، أنا، فأذهب إلى المواقع المشهورة، واحد منها اسمه (المحطة) فأقرأ هناك المقالة تلو الأخرى فلا أجد أدنى صعوبة من فهم النصوص النقدية والمقالات المنشورة، ثم أذهب إلى (منصة تكوين) وأطّلع على نصوص مترجمة وعربية، فأجد متعة لا تضاهيها متعة، فأنسى مسألة الفهم، وإذا بي أتشرب معارف مهمة وملهِمة ونافعة، وأستعذب أساليب الكتابة الواضحة النقية المتقنة، وأنا بذلك متأكد من أن كلَّ من يقرأها يشاركني هذا الشعور، فأعود متأكدا أن الخلل ليس بي، بل في المقالات المكتوبة في أسواط العراق الأدبية ومنصات التواصل بالتحديد، ولا أريد ذكر أسماء بعص من الكتَّاب حتى لا يقال إنني متطفل أو متفذلك.

بالجهة الأخرى من الإشكال، فأكاد أجزم أن الغالبية العظمى من الأدباء الآخرين -مع جلّ احترامي- لا يقرأون هذه المقالات، بل، لا يطّلعون حتى على ما يُنشر في الصحف والمواقع الإلكترونية والصفحات الشخصية الممثِلة للأدباء، وكلامي هذا أقرب إلى الاستشفاف والتنبُئِ من الحقيقة، أدلتُه ما يدور في الكتابات المشابهة والمساواة بالأساليب المتّبعة، على أنّ هناك أدباء يُنتَفع من يقرأ لهم ويستمتع إلّا أنهم يُحصَون بعدد الأصابع.

يعضد هذا الكلام ما تنشره الجرائد المهمة (افتراضا) وأذكر جريدة الصباح مثالا، فمِن أعداد كثيرة تُطبع لا يُنتَفع إلّا بمقالة أو مقالتين في ظلّ كمّ هائل من النصوص المنشورة بشكل عبثي، وصلت إلى أن يُنشر لأشخاص لا يميزون بين الفعل والفاعل… وبالمحصلة، ينبعثُ لدى القارئ شعور بمضيعة الوقت ويأس من إيجاد شيء مهم، بينما حين يرسل واحدٌ من الناس نصّا محكما محترما -من دون علاقة مع مسؤول النشر- يُتَجاهل بسفاهة.

أكتب هنا، ولستُ مدعيا أنني أفضل من الموجودين، لكنني أراهن على أن ما أكتبه -على أقل تقدير- مفهوم للجميع، ومرَّكز على قضية أو مسألة معينة أوصل من خلالها رؤية لها جذور وتنشد حقيقة معينة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *