نادرا ما ادخل المنطقة الخضراء التي لم احبها يوما ، لا قبل 2003 ولا بعدها .. وصلتها مع عدد من زملائي وفقا لضرورات صحفية .. فأدخلت قاعة فخمة سموها السندباد .. مع اني لم ار شيء يدل على سندباديتها .. بدت كانها بنيت في تسعينيات القرن المنصرم حينما كان الشعب العراقي يان من الفقر والجوع جراء الحصار الغربي الظالم ..
كنا بانتظار الدكتور حيدر العبادي دولة رئيس الوزراء السابق الذي سرعان ما اطل مصافحا الجميع .. ثم بدا محاضرته التي هي عبارة عن قراءة ورؤية للمشهد السياسي العام متطرقا الى صعوبات تشكيل الحكومة المولودة من رحم شائك .. فرض عليهم مساندتها مع انه ليس جزء منها – كما قال – اذ لا خيار للطبقة السياسية العراقية الا نجاح حكومة السوداني .. والا فان البديل سيكون خيارا ثوريا يسقط السقف على الجميع او اجتياح شعبي لا احد يتكهن بتبعاته التي سوف تحرق الأخضر واليابس .
ثم طرح سؤال ماذا لو نضب النفط او هبطت الأسعار .. كيف ستتصرف الحكومة مع ضخامة وضغوط الاستحقاقات .. محذرا من اللجوء الى حلول تناغي المزاج الشعبوي وتستهدف إرضاء الناس بشكل آني دون تخطيط استراتيجي .. وليات بعده الطوفان !
ثم تناول بالشرح المعمق وبالتفاصيل الموجزة والمحددة والدقيقة ملفات ثلاث عدها اهم ما يمكن ان يتطرق اليه حاليا وفي المستقبل :-
1- الاقتصادي المالي .
2- الأمني .
3- الملف السياسي .
الاقتصاد : يعاني من الانفاق المتسع الفوضوي الذي يبدو للمتخصص العارف كانه خداع للناس .. فمدخلات النفط يجب ان لا تبقى مجرد مخرجات للرواتب ..
السياسي : ينبغي من النخب ان لا تصفق بالمكان الخطأ ولا تعارض بالمكان الخطا .. فانتخابات مجالس المحافظات مقبلة برغم جفاء الناس لكنها عملية دستورية يجب ان توظف بالشكل الأمثل ..
الامن : يجب ان يدار لفهم وجود سياسي زائد وجود مجتمعي .. فلا يمكن ان تبقى الطبقة الحاكمة محمية دون حماية المجتمع .. وان لا يترك الامر للمنظمات المجهولة وحدها تدير وتوجه الشارع ..
ثم ختم مسكا على ذات الطريقة الودية والاسهاب الممتع والتعمق الواعي لمفاصل الجسد التي شرحها وتغلغل واخذنا معه فيها : ( انا متفائل والنجاح ممكن .. لكنه لا يات بالمصادفة .. فامامنا مطالب واستحقاقات ولدينا مقومات قوة وإمكانات ضخمة وعقول راجحة) . ناصحا بان لا تركن الحكومة مهما حسنت نواياها للمقربين والحاشية دون الاستماع الى الاخر الديمقراطي والمؤمن بالدستور والساعي الى السلم الأهلي والدولة المدنية ) .
المداخلات بعضها كان موضوعيا هاديءً .. وآخر حماسياً مترهلاً فضفاضاً مبتعداً عن المحور … جاء دوري فقلت : ( النفط حاجة استعمارية وهو سبب اندلاع الحروب العالمية ونهبه في العراق مستمر منذ عشرينيات القرن المنصرم .. حتى اليوم .. وبلدنا كثير الخيرات التي جعلتنا هدفا للغزوات منذ الاف السنين من الاسكندر حتى هولاكو مرورا ببوش .. واني كمواطن معبأ بالخيبات السياسية المتعددة .. لا اهتم بالسياسات الحكومية الخارجية ولا شكل النظام .. فلست طامحاً بجمهورية افلاطون الفاضلة .. كل ما احلم به الامن والحرية النسبية وان نعيش كبقية شعوب العالم المتحضر .. غير ذاك من تفاصيل حزبية حكومية دولية سياسية لا تعنيني اطلاقا ) .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *