لم أكن أفكر بهذا الحل العظيم وأنا أدفع أيامي الثقيلة دفعاً ، وأجرجر خلفي مقطورة عائلة الصبر والحب الجميل .

البارحة وجدتها طازجة تامة مختمرة لذيذة مثل قصة بديعة ولدت بباب صباح الرزق والعوافي والمطر الذي يبحث عن تراب كي يوزع عطره بغير حساب ولا منة .

الليلة سأتكل عليه وهو الرحيم الرحمان الكريم مجيب الدعوات وجابر الحوبات ، وأفتح شاشتي وأدلف مبتهجاً مبتسماً الى صفحتي القائمة منذ عشر عجفاوات شحيحات على حائط السيد مارك زوكربيرغ الأزرق مثل سماء الله الواسعة .

سأحمل منجل المعنى وأشرع بعملية الحصاد الكبير .

بجانبي تقف حقيبة ضخمة من الصنف الذي يفتح فمه ويصيح هل من مزيد ؟

سأقطف ملايين الإعجابات التي اسمها حسب لغة أهل الفيسبوك الكرام ” لايكات ” وعندما أنتهي من حز رقبة آخرها ، سأتحول إلى ما تبقى من علامات وأيقونات وأشكال مفرحة أنعم بها السيد مارك على أتباعه ومريديه الطيبين .

ستمتلىء حقيبتي المباركة بملايين مملينة ضاجة من الإعجابات والتعجبات والقلوب الحمر والضحكات وتعليقات الحب والمديح ورموز التصفيق والورد والابهامات المحروسة المرفوعة رفعاً لا شك فيه ولا جدال .

سأستثني من هذا القطاف الداني الناضج علامة الحزن الدامعة التي نستعملها هدايا غير مكلفة بمجالس العزاء ، والمرض الشديد الذي قد يصل إلى مرحلة سماع خرخشة الماء القليل ببلعوم محتضر ، وعلى شباك المساء الرائق سأحمل حقيبتي الكنز وأدور بها على كل الدكاكين التي تجعل الحياة مدهشة لذيذة آمنة .

سأشتري قصراً عظيماً بمليون ” لايك ” ترفرف على بابه قولة إنَّ الدار بالغربة وطن .

سأهدي حبيبتي إيمان الجميلة سلة ضخمة من الذهب الخالص المعمول أساور وخواتم وأقراطاً وأحجالاً تشبه محجلات الطير الأمين .

وفي طريق العودة الغانمة من السوق سأمر على الشحاذة النحيفة الراسخة منذ دهر فوق مصطبة فائضة مزروعة قبالة مصرف المدينة الكبير ، وسأرش بحضنها الطاهر اعجابات وقلوباً حمراً تكفيها غطاء وطعام ولباس ألف شتاء .

سأمنح صحبي الصعاليك العصاميين النبلاء ما يجعلهم في حال قيام تام على أطوالهم العالية . لا آهات تسورهم ولا إنحناءة ظهر قد تسحلهم صوب عتبة سلطان رجيم ومائدة بخيل لئيم. سيكون في ” لايكاتي ” وما شابهها حق للسائل والشاعر والبردان والجائع والمقهور .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *