يقول اهل الدراية و العلم ان الترف هو مجاوزة حد الاعتدال بنعمة ، أو الإكثار من النعم التي يحصل بها الترف ،والمترف هو من أبطرته النعمة وسعة العيش ، وألهته عن طاعة الله، فتراه حريصاً على زيادة أحواله وعوائده ، ساعٍ إلى بلوغ الغاية في حاجات الذات الحسية فقط ، ناسياً كونه انسان .

لن اتحدث عن الازمان التي سمعت عنها ولم اعشها ، بل الفترات التي رأيتها بأم العين ، الفترة الاولى هي فترة الزعيم عبد الكريم قاسم ، ولن ادخل بتفاصيل ان كان عادلاً او ظالماً ، فقط مايهم في مقالي هذا ، عندما اراد الزعيم التوسعة عن الشعب ومنحهم ماهم بحاجتة ، منح قطع اراضي سكنية للجميع ، وكانت من نصيب الفقراء القطع الاصغر مساحة وذوات الشوارع الضيقة ، والتكديس للناس داخل المناطق الممنوحة لهم ، كمثال مدينة الصدر ، واما الاغنياء ممن هم اساساً اهل الترف لهم الاراضي الواسعة اضعاف مساحات اراضي الفقراء ، وشوارع مناطقهم واسعة ايضا ضعف شوارع البسطاء ، ومثال ايضا منطقة زيونة ، انا هنا اذكر ان هذا لايسجل منجزاً و تكريماً للناس بل هو حق المواطن على وطنه ، ولا منة لاحد على الشعب .

تلتها فترة الانقلابات التي لم يحصل الناس على شيء سوى عض الانامل ، حتى استلم البعث المقبور السلطة ، واول اعماله هو التركيز على تثبيت دعائم الحكم ، واعتقد الناس ان الحكومة تعمل من اجل مصالح الشعب ، ولوحظ في هذه الفترة قسم من البناء و شق الطرق في وقت لم يكن يمتلك الفقير مداساً يلبسه ، وايضا احتسبت هذه الفترة مكرمة و منة على الشعب ، حتى تزعم قائد الضرورة الحكم وادخل الشعب في متاهات الحروب ، وايضا عانى بسطاء القوم المعاناة كلها ، واغتنى من اغتنى من العوائل التابعة لزمرة النظام ، وبقي الفقير يجر اذيال الخيبة .

هنا علينا الانصات جيداً ، فترة زوال الظلم و الظالمين ، فترة تسليم الحكم للمناضلين ، فترة تسليم السلطة للمغيبين في المهجر ، فترة امساك زمام الامر بيد اصحاب التأريخ الشريف الناصع ، استبشر الناس ، وبدأت الاحلام ترفرف عاليا و ذوات سقوف اعلى من الغمام ، وطال الانتظار وبدأ اليأس يدخل في النفوس المتعبة المرهقة ، وللاسف نسف الجميع خصال الجميع و احلامهم ،( نسف الساسة ) احلام الشعب ، ونسف الشعب ايمانه بتاريخ و نضال الساسة .

اليوم اصبحت لطبقتنا السياسية صورة جديدة ، صورة مقززة جداً ، تاريخهم لم يعد يعني شيئاً ، نضالهم كان كذبة ، ثقافتهم وتعليمهم في بلدان الحضارة مزيف ، هم ادوات الهدم ، هم لديهم واجب واحد محدد ، تجويع الفقراء ، وقد نجحوا نجاحاً باهراً ، اذن ( صه ) ايها الشعب ، فأنت لم تكن مترفاً في اي يوم من الايام ، والترف كل الترف للسياسي و صاحب الحزب .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *