مُطَهَّرةٌ وربِّي مَن حباها
وبالبُردِ اليمانِي قد كســـاهـا

هي الآياتُ في بِشرٍ تجَلَّت
سنا الأفلاكِ قَبْسٌ مِن ضِياها

يَشِعُّ بهاؤُها في الكونِ شمسا
يغيــبُ البدرُ عذرًا لو رآها

مِن الرحمنِ نورٌ قد تجلى
حقيقةُ كوثرٍ ربِّي حباها

وتزهو مثل ازهار البراري
تَهيمُ الروحُ نشوى في رُباها

كما طيرٍ على الأغصانِ يشدو
بتسبيحِ الإلهِ وقد تباهى

على كلِّ النساءِ تَزيدُ فضلًا
هي الزَّهراءُ واللهُ اجتباها

بها سرُّ الوجودِ وقد توارى
ومَن يا ربِّ مِشكاةٌ سواها؟!

لها في روضةِ الرحمنِ نورٌ
وفي نبضِ القلوبِ بدا سناها

فذي بنتُ الحبيبِ وخيرُ بِضعٍ
ونورُ الحقِّ يسعى في خُطاها

فلو رضِيَت فجناتٌ وسعدٌ
رضا المعبودِ يأتي مِن رضاها

ولو غضِبَت تصيرُ النارُ مأوًى
لِمَن قد زادَ سهمًا في أذاها

لِمَ الزَّهراءُ في القرانِ طهرٌ
ونبعُ النورِ يَجري في دِماها؟

فلا تعجبْ قرين الروح قولا
فربِّي مِن عُلاهُ قد اصطفاها

وقالوا: لا وراثةَ في نبيٍّ
أباحوا فــي حديثٍ ما هداهــا

وقد قالوا الوراثةُ في علومٍ
وفِي الميراثِ لم يرضَوا قَضاها

هي الزَّهراءُ رغم الجرح تسمو
بحرفِ النورِ نجمًا في عُلاها

ترددُ حُجةً في الذكرِ خُطّتْ
ويَسمعُ كلُّ مَن جحَدوا صداها

على حقٍّ تجاهدُ دونَ خوفٍ
وتَلزَمُ حكمةُ القرآنِ فاها

كما الفُرسانِ لم تَخشَ المنايا
لِباسُ الصبرِ والتقوى رِداها

ونادت: ويلكم من نهب إرثي
وكم نادت وما سمِعوا نِداها!

أتَغرُبُ عندَ نورِ الصبحِ شمسٌ
ويَسبِقُ ليلُها يومًا ضحاها؟!

أتُنكِرُ عُشبةٌ دمعاتِ مُزنٍ
وتُنكِرُ مزنةٌ يوما سماها؟!

فيَحيى وارثٌ قبلي أباهُ
بساتينٌ وفي حقٍّ جناها

له في الذِّكرِ آياتٌ تجَلَّت
ومَن منكم كبعلي قد وعاها؟!

لدار العلمِ أبوابٌ وسورٌ
وما لمَسَت أياديكم عُراها

أبو الحسنين حيث الحقُّ قُطبٌ
وما دارتْ بلا قطب رَحاها

لنا الحَسَنانِ قُطبا نورِ هَدْيٍ
وقطبُ عوالمِ الأنوارِ طه

أيا أمَّ الأئمَّةِ عيلَ صبري
ويا أمَّ الرسولِ ومُـــذ صباها

ويا نبع الحنانِ أتيتُ أشكو
مِن الأعرابِ حقدًا قد عراها

على أرضِ الطُّفوفِ لنا جراحٌ
حسينُ من الوريدِ دمًا سقاها

دماءٌ في سبيلِ الحقِّ سالت
وفي نهرِ الفُراتِ بدا مداها

ومن عبق النُّبوَّةِ خطَّ نهجًا
ويَبقى سائرًا في مبتَغاها

أزورُ حبيبةَ المختار قُربَى
فعند اللهِ قُدْسيٌّ ثراها!

سهادٌ في الليالي شلَّ عقلي
دعوتُ اللهَ نجوى كي أراها

أيا ليتَ العِيالَ لها فِداءٌ
وذا فخرٌ إذا متنا فِداها

غرامُ الآلِ في الأحشاءِ نارٌ
مجانينٌ ونحيا في لظاها

فلولا الآلُ ما ربي حبانا
قصورًا في الجِنانِ وما بناها

بلا عَمَدٍ سماءَ الكونِ أعلى
وهذي الأرضُ أيضًا ما دحاها

فيا عشَّاقَ آلِ البيتِ صلُّوا
صلاةً ربُّكم ضِعفًا جزاها

 

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *