برز مصطلح الاجيال الشعرية في العراق في بداية السبعينات من القرن الماضي وفق رؤية نقدية وضعت الشعراء في خانات وسلال كما توضع العصافير بحسب الحقب العشرية، وقد أخطأ النقاد بتوصيف الجيل عندما حشروه بعقد السنوات العشر مثل (الخمسينيات والستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات ) في حين ان الجيل يتراوح عمره بين 25-40 سنة كما هو عند ابن خلدون وفي المعاجم العربية جاءت كلمة جيل بمعنى صنف ، ففي الصحاح للجوهري(جيل من الناس) اي صنف ، وفي لسان العرب يأتي بمعنى الامة . واختلف النقاد في تحديد المصطلح بين دلالتين : النوع والزمن . ولست ادري كيف يصنف النقاد شعراء اليوم او كتاب الرواية والقصة الذين ظهروا بعد عام 2000 والى اي جيل ينتمون ؟ ارى ان التحديد عسير وصعب ، اضافة الى انها بدعة استهواها النقد والاعلام في حينها، ولا أدري لماذا لجأ الأديب صاحب مجلة الكلمة حميد المطبعي رحمه الله الى ابتداع هذا المصطلح على شعراء وقصاصين ظهروا في سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضي ؟ وهو يعرف أن الإبداع أكبر من الزمن و الابداع الحقيقي ينفع لكل عصر وكل جيل ولايحدد بزمن . والمتنبي الذي رحل قبل اكثر من الف عام لا يزال بيننا نستشهد به في كل موقف وحدث وكأنه يعيش زماننا وانه يكفي العرب لالف عام قادم . فلكل مبدع بصمته ومنجزه وحضوره ونتاجه هويته ويمثل شخصيته المستقلة بذاتها . وأذكر أني كنت من الدعاة الى كسر القيود وفتح الاقفاص وضد هذا المصطلح وأرفض أن يحبسني النقاد في قفص، تحت قضبان سجن جيل السبعينات، عمراً وشعراً ، وكنت أصرّح في الحوارات الصحفية : لينطلق الابداع في فضاء اوسع يتجاوز الزمان . فلا تحبسوا الشعراء في أقفاص كما تحبس البلابل!!