لم يكد يمر اسبوع على انتهاء بطولة كاس الخليج وتتويج المنتخب العراقي بطلا لها حتى برزت على السطح الكثير من المتناقضات التي بينت قدرة الاعلام الرياضي العراقي على التعامل معها وفق الكثير من النظرات الازدواجية التي بينتها مواقع التواصل الاجتماعي ورؤية الكثيرين للفوز العراقي برؤى متباينة لاتخضع لمعايير ومحددات ..
في الجانب المقابل قلل كثيرون عبر تلك المواقع من الفرحة العراقية العارمة التي غطت مدن العراق مشيرين الى ان البطولة الخليجية لم تكن بذلك المستوى الذي يجعل من تلك الفرحة التي ارتسمت على وجوه العراقيين مبالغ بها من خلال مشاركة اغلب المنتخبات بالخط الثاني لها وعدم وصول الجانب الفني للبطولة الى مرحلة الاثارة والندية فضلا عن المستوى الذي برز من خلاله المنتخب العراقي الذي كان يمتلك الافضلية لكنه في المقابل اهدر تلك الافضلية في دقائق معدودة لتكون تكملة المباراة النهائية بالنسبة له كابوسا بعودة المنتخب العماني في لحظات واحتمالية نجاحهم بخطف اللقب من قبضات المنتخب المضيف ..
اضافة الى ذلك برزت الكثير من التساؤلات حول مدى استيعاب تلك الملاعب المنشاة حديثا للجماهير ووقوفها عند حدود استيعابية محددة بالنظر لدراسة جوانب عشق العراقيين للكرة وتعطشهم لحضور المباريات والتفكير المستقبلي الذي يؤمن وصول تلك الملاعب لطاقتها الاستيعابية وتعذر الجموع الاخرى من حضور المباريات المقامة على تلك الملاعب من جانب اكتمال كل المدرجات باستقبال جمهور يصل الى نحو 65 الف دون التفكير والامكانيات المتاحة بزيادة استيعابه الى معدلات اخرى ملائمة ليكون الملعب المذكور على درجة كبيرة من الاستيعابية المطلوبة وعدم حضور مثل تلك الصور المؤلمة في اختيار الجماهير لخيارات اخرى في تسلق الجدران والاسيجة لتامين موطيء قدم لها بالمقارنة مع الملاعب الاخرى التي تضع ادارتها في حسبانها تامين مداخل ومخارج الملاعب بالشكل الملائم امام الجماهير ومنع مثل تلك الصور الخادة التي حضرت احداها لتصور سيدة عراقية وهي تضطر لتسلق السياج الخارجي للملعب مما يحط ويمتهن كرامة السيدات العراقية لعمل لايتناسب تماما مع كرامة المراة العراقية .
كما برزت تبادل الاقاويل بشان الجولات التي امضاها وفد المنتخب دائرا على السياسيين والوجوه الاجتماعية البارزة وما حفل به المشهد بشكل عام من اتهامات بسرقة مبالغ التكريم وابتعاد بعض الوجوه الخاصة بالاتحاد عن مشهد التكريم بما يبرر عدم حاجتهم اضافة الى ان التكريم بشكل عام اثر على صورة المنتخب حيث بدت معه اخبار منح اللاعبين للمكارم سواء من الحكومة او من غيرها من الجهات بمثابة مزايدات تبرزها وسائل الاعلام وكان المنتخب احتاج للفوز بشكل كبير من اجل هذا الامر وبقي مناطا به ان يحقق اي فوز عابر ليواصل تلك المشاهد المتسلسلة من التكريم بينما الشعب بشكل ينوء باثقال الوضع الاقتصادي وارتفاع سعر صرف الدولار وغيرها من الامور التي تنبيء ان المنتخب في واد غير واد الشعب وهمومه .
ومع صور مواقع التواصل التي ابرزت كادر التدريب المرافق للمدرب الاسباني كاساس وهم يطالعون اجهزتهم الالكترونية في اشارة لبدء المرحلة الثانية من اعداد المنتخب مع تعليقات مقتضبة تشير لرؤية المدرب المذكور بانهاء الاحتفالات والعمل بجدية للاعداد للمرحلة المقبلة بدت الامور كانها تسهم باثارة الكثير من الاقاويل والتي نــــــــتمنى من المدرب الكشف عنها في ان يسهم بابعاد الاسماء التي لم تكن على اتم الجاهزية في بعض الخطوط وتفعيل خطي الوسط والدفاع بما يؤمن قـــــــدرة هذين الخطين على تامين الجوانب الاعدادية للمنتخب بالعودة الى الاسماء المقترحة من كتيبة المحترفين والشروع باعداد محطات لتجميع المنتخب في ايام الفيفا دي للوقوف على مدى الانسجام والترابط بين الاسماء الجديدة وبين الاسماء التي اسهمت بالفوز الخليجي من اجل تحديد الجاهزية وتجديد دماء المنتخب والوقوف على صورة افضل تشكيلة يمكن لها ان تعيد المنتخب العراقي لسكة البطولات فزمن بطولة الخليج اضحى من الماضي ومرهونا بالذكريات والعمل الان للمرحلة المقبلة فحسب .