1ـ الزعيم عبد الكريم قاسم!
ـ كان يسكن مع أهله في دار للإيجار.. ثم بعد أن أصبح برتبة عقيد انتقل للسكن ببيت مؤجر من الدور الحكومية.
ـ لا يملك أي عقار.. سوى قطعة أرض في مدينة الصويرة.. ورثها هو وأسرته عن أبيهم.
ـ تبرع بها للدولة.. وأقيمت عليها مدرسة.. مازالت قائمة حتى اليوم
ـ لا يملك سيارة خاصة به.
ـ ليس أرصدة مالية لديه.. مات وفي جيبه ربع دينار فقط.
ـ ورث تاريخاً مجيداً.. وحب العراقيين.. وأدى الأمانة كما أوصانا الله.
2ـ الرئيس عبد الرحمن محمد عارف
ـ يملك دار واحدة سكنه وعائلته.. الأرض استلمها من الدولة كأي ضابط.. وبناها بقرض العقاري.
ـ ليس أرصدة مالية لديه أو لدى أسرته.. مات.. وقلبه ويديه بيضاء وضميره مرتاح.
ـ ورث تاريخاً مجيداً.. وحب العراقيين.. وأدى الأمانة كما أوصانا الله
3ـ أمير اللواء غازي الداغستاني.. قائد فرقة عسكرية
ـ معروف بين الضباط بنزاهته واستقامته بشكل يبهر الجميع.. وإلى حد (الحنابلة).. كما يقال.. فهو مثلا:
ـ يأبى استصحاب خاله معه بسيارة الدولة أذا زاره في دائرته نهاية الدوام.. وإنما يستخدم سيارة أجرة.
ـ فيكلم شركة تأجير السيارات بنفسه تلفونياً.. ولا يكلف ضابط ركنه ما دامت القضية شخصية.
ـ وهو أن أحتاج لتقديم طلب اجازة مثلاً.. فورق الحكومة مقدس.. ولا يجوز استخدامه ألا للأغراض الرسمية.
– فكان يشتري ورق من المكتبات القريبة من ماله الخاص……….
(يا عالم.. أضحك.. أم أبكي ؟… هل حقاً نحن في العراق؟!!)…. (أفتونا يرحمكم الله).
ـ عفيف لدرجة أن دار سكناه الموروث من والده بيعت.. بواسطة دائرة الإجراء تسديداً لقرض العقاري.. الذي لم يقدر على تسديده
4 ـ محمد رضا الشبيبي
نزاهته.. أعلى درجات النزاهة.
ـ خدم العراق بنزاهة وإخلاص.. ولم يستغل المناصب التي أتت إليه.. ولم يسع إليها للثراء أبداً.
ـ كان متنوراً يرى في الإصلاح ضرورة.. وأكد على العلم والمعرفة لكلا الجنسين.
ـ فأنشأ مدارس البنات أسوة بمدارس البنين.. فحبه للوطن لم يكن محابياً لذكر على أنثى.
ـ لم يملك من حطام الدنيا شيئاً.. لا مال ولا عقار.. سوى سكنه في منطقة الزوية بالكرادة في مدينة بغداد.
– كان بيته هادئاً وجميلاً.. مملوءً بالأشجار من أطرافه وأكتافه.
ـ مرهوناً يوم وفاته بمبلغ ثلاثة آلاف دينار.. لكن صدام أمر بهدم دار الشبيبي متعمداً.. في محاولة بائسة هي الأخرى لمحو تاريخ قامة عراقية أصيلة.
ـ ولم يبق صدام من الدار إلا جزء من حديقته الخلفية وبعض أشجارها.
ـ بعد تأسيسه المجمع العلمي العراقي.. تم اختياره ليكون أول رئيس له.
وكان آنذاك وزيراً للتربية.. إلا انه آثر التخلي عن منصب رئاسة المجمع العلمي.. لعدم جواز الجمع بين وظيفتين.
ـ تم تنصيب رجل امن لحراسة داره العامرة بالزوار.. لكن الشبيبي رفض ذلك بشدة.. وقال: أنا حارس للشعب.. فلمً أحتاج شرطي لحراستي؟؟
5 ـ يوسف غنيمة .. وزير مالية لثمان مرات في العهد الملكي.
ـ إداري ممتاز ومالي كفء.. نزيه.. يجيد اللغات: العربية.. والكلدانية.. والتركية.. والفرنسية.. والانكليزية.
ـ شخصية اجتماعية.. ورائداً للقصة التاريخية.
ـ كان باحثاً علمياً رصينا وأديباً ومثقفاً.
ـ اهتم بقضايا العمال والفلاحين.
ـ من القلة المثقفة الواعية في العراق بمستهل القرن العشرين.. ومن الذين لم يتركوا باباً إلا وطرقوه.. ولا موضوعاً إلا وبحثوه.
ـ كان يجمع في شخصيته السياسي.. والأديب.. والمؤرخ.. والرحالة.. والصحفي.
– مما أهله ذلك لتقلد أرفع الوظائف في الدولة العراقية.
ـ يعتبر من أركان النهضة العلمية في العراق.
ـ لا يملك بيتاَ.. ولا سيارة.. مرة قال مازحاً: يبدو إن راتبي لا بركة فيه.
ـ الحقيقة إن زوجته كانت رئيسة جمعية أخوان الرفق بالفقير.. وتوزع نصف راتبه الى الفقراء بعلمه وموافقته.
6 ـ إبراهيم كبه.. وزير الاقتصاد 1958 ـ 1962
نزاهته:
ـ كان نزيهاً بقدر لا يوصف.. فنزاهته كانت جزء لا يتجزأ من كيانه وشخصيته.. وواضحة في كل تصرفاته.. والأمثلة لا تعد ولا تحصى.. منها.
ـ قدم استقالته من الوزارة في أيلول 1958 “أي بعد ثلاثة أشهر على الثورة”.. بسبب الواسطات والضغوط التي مورست عليه.. لقبول ترشيح بعض الطلاب لبعض الزمالات الدراسية الخارجية.
ـ محاولات التدخل في شؤون وزارته ضد مصلحة العراق.. خاصة من قبل رئيس مجلس السيادة في مشروع عملية التطهير.. الخاصة بالخبراء الأجانب المشبوهين في مصلحة مصافي النفط الحكومة.
ـ كان يرفض بشدة قبول أية وساطة مهما كانت.. ولا تجد في وزارة الاقتصاد في عهده أنه عين أحداً من بيت كبة.. أو من أقربائه.. أو أصدقائه.
ـ أهدى الاتحاد السوفييتي لإبراهيم كبه شخصياً وباسمه.. عند توقيع اتفاقية التعاون الاقتصادي سيارة حديثة العام 1959.. فأبلغ رئيس الوزراء بها رسمياً.
واستعمل هذه السيارة كوزير.. وعند قبول استقالته أواسط العام 1960.. سلمً جميع مستحقاته.. ومن ضمنها السيارة المهداة له.
ـ عندها تم الرد عليه.. بأنها هدية شخصية.. وليس لها أي تسجيل.. أو باب في ممتلكات الوزارة.. ومن حقه الاحتفاظ بها.
ـ ردً إبراهيم كبه: “إن الاتحاد السوفييتي لم يهديني السيارة لسواد عيوني.. بل لكوني وزيراً وممثل للعراق.
– وعليه فهي من حق الوزارة.. أوجدوا باب وضيفوها أليه”… (كم أنت عظيم يا إبراهيم كبة).
ـ كان حازماً وصارماً في تعامله مع الجميع في موضوعة النزاهة.. فلا يقبل الرشوة.. ولا المحسوبية.. بكافة إشكالها وصيغها.. ويؤكد أصدقاءه.. وأقاربه.. وأهله.. انه كثيراً ما ردً هدايا حتى من الأقارب.. رافضاً إياها.. لاعتقاده إنها عربوناً لطلبات أخرى.
ـ رفض طلبات بعض أقاربه.. ومنهم مقربين جداً بشمولهم ببعثات وزمالات دراسية في الخارج.. لإكمال الدراسات العليا على حساب الحكومة.. مكرراً قوله: “إنهم يأخذون فرصة طلاب هم أكثر استحقاقاً.
ـ بقيً أن نقول: إن البيت الذي استوزر به إبراهيم كبه هو بيت عائلته.. تم شراءه العام 1956..” أي قبل أن يكون وزيراً بسنتين”.
– وهو نفس البيت الذي توفي به العام 2004.
ـ ليس لديه أي عقارات أخرى.. أو بساتين.. عدا أملاك الأجداد.. التي يشارك بها عشرات.. وأحياناً مئات الورثة.
ـ ليس لديه أي حساب مصرفي.. عدا حساب التوفير العائلي الاعتيادي.
7ـ مصطفى علي .. وزير العدل 1958 ـ 1961
نزاهته لا توصف:
– لم يستغل منصبه لخدمة مصالحه أبداً.
– فمنذ العام 1925حتى وفاته العام 1980.. شغل عشرات مناصب رفيعة لمدة 28 عاماً.. (قاضي.. ورئيس قضاة.. ونائب في البرلمان.. ووزيراً للعدل).
ـ أسماه المواطنون: (الوزير العادل).
ـ نسجل هنا ثلاث حالات عن نزاهته المطلقة.. وحالتين عن رفضه الطائفية واللقب:
الحالة الأولى:
ـ كلف بإلقاء أحاديث أدبية في الإذاعة العراقية العام 1937.. وحين جاء المحاسب بأجر الحديث.. رفضً مصطفى تسلمه الأجر محتجاً.
– ورفع مذكرة الى مدير المعارف العام يقول فيها: (لم أكن أتوقع أن يردني منكً كتاباً يدفع ليً أجراً عن محاضراتي.. لأنني قصدتً بها الخدمة العامة.
– وان ما يعد لهذه الغاية لا يقدر بثمن.. وإذا قدرً فسدت الغاية.. فليس من اللائق أن أتقاضى في سبيل خدمة المجتمع أجراً.
الحالة الثانية:
ـ رشحته كلية الآداب خبيراً لأطروحة أحد الطلاب العرب.. وبعد أن دققها رفع تقريراً تقويمياً بها.. فأرسلت إليه الكلية مكافأة نقدية.
– فأبى وأعادها الى الكلية معتذراً عن تسلمها.. موضحاً بأن العلم فوق المادة.. وتعد هذه مساهمة منه في خدمة عامة لا طمعاً في مادة.
الحالة الثالثة:
ـ أمضى في منصبه كوزير للعدل ثلاث سنوات.. أبى خلالها أن يدخل الفساد الى القضاء.. ويهز العدالة في العراق.
– ووقف موقفاً صلباً.. خاصة من خلال تدخل بعض قادة الفرق العسكرية في شؤون المحاكم.
– ومحاولة التأثير في سير القضاء.. وإخضاعه لمشيئتهم والتلاعب به.. لكن الروح العسكرية حالت بينه وبين القادة العسكريين.. فقدم استقالته الى الزعيم عبد الكريم قاسم التي رفضها.
رفضه للطائفية.. واللقب.. بئس الاسم الفسوق:
ـ كان مصطفى علي يرفض الألقاب والتفاخر بالنسب والعشيرة.
– وفي بداية حياته الأدبية ونشره نتاجاته.. جاءه خاله الشيخ إبراهيم ألدروبي.. وقال له: (ولدي مصطفى انك تعلم بأن العصر الذي يضلنا عصر ألقاب وأنساب.. وانك سوف تضيع بهذا الاسم المجرد.. فأضف الى اسمك لقب (ألدروبي).. ليكون لك رداءً بين الناس وعوناً.. فالدروبين أسر كبيرة معروفة وستمتنع بهم.. ويشتد ساعدك وتقوى على زمانك).
– ردً مصطفى عليه: (الدروبيون هم أخوالي.. وليسوا آبائي.. ثم إن الفتى من يقول ها أنا ذا).. فلم يقر له قولي وانصرف مغتاظأ.
ـ يضيف مصطفى قائلاً: (عندما عينتُ بوظيفة كاتب عدل جنوب بغداد العام 1934 جاءتني جماعة من المراجعين.. حسبتهم لإنجاز معاملاتهم.. ولما سألتهم أجاب أحدهم: (إحنا ما عندنا معاملة.. لكن هل يوجد في عشيرة القيسيين عيب؟).. فقلتُ له: (حاشا لله ما علمنا عليهم سوءاً).
– قال: (فلمً تأبى الانتساب إليهم.. ـ وأنت منهم.. من الصميم؟.. لِمً لا تكتب مصطفى علي القيسي؟).
فحاولتُ إفهامهم بأن الإنسان بعمله.. وان الإسلام الحنيف قد ساوى بين قرشيها وحبشيها.. فأصموا آذانهم وخرجوا مغتاظين).
ـ وهناك عشرات المسؤولين النزيهين في عهود العراق الملكي والجمهوري.. نعتذر من تلك القمم على عدم ذكرها في هذه المقالة.
ـ وبعد : ماذا يقول سياسيو ومسؤولي عراق اليوم ؟؟؟؟؟.. في قامات عراقية.. تعتبر شخصيات عالمية.
– كانت مثالٌ للصدق.. والأمانة.. والإخلاص.. والشرف.. وحب العراق.. والنزاهة بلا حدود