أنا امرأةٌ لا تصلحُ لكتابةِ الشعر
لم أكن يوماً ابنةً للقصيدةِ التي
رسمتُ سطورَها على صدري
وحَفَرَت بداخلي ثقباً
أتساقطُ منه كلَّما رشَّت عطرَ الذكرى
في المسافةِ الفاصلةِ بيني وبينها
لأتعثَّرَ وأسقطَ على وجهي
ألملمُ ما تبقى مني
ألتحفُ قصيدةً عارية
ورأسي خاوٍ من الأفكار

أنبشُ في الذاكرةَ الممتلئةَ بالأشياءِ المهملة
أكتب خارج النص
أرقصُ كلَّ صباحٍ وأنا أعدُّ فطورَ العصافير
أرقصُ على صحنٍ مكسور
أغني للحبِّ في كأسٍ تغلق على صوتي في زجاجة
وكل الأغاني لا تكفي لتنضجَ القصيدة
وتصيرُ خبزاً لأطفالي الذين وقفوا على خط الحياة
يراقبونني من مسافةٍ قريبة
وأنا أتساقطُ كزهرةِ ليمون
وأذرف هزيمتي بسعادةٍ باردةٍ
في عيونهم وأقصُّ عليهم
حكايةَ الرجلِ الذي تركَ رسالةً
في جيبِ معطفِه المُعلِّق في خزانة الملابس
ورحل… … …

رسالةً كتب فيها، أحبُّكم جداً، وأكثر
وأحبُّكِ جداً وأكثر
وأعرفُ أنِّي قريباً سأرحل
وستبقى صورتي على جدارِ العمر
ربما أتحولُ إلى شجرةٍ أو مطرٍ أو تراب فلا مفر
لم يعد هناك شئ يهم
دعك مني ومنهم ،
وافتحي كفيك للسماء ..وابتسمي
وعانقي المطرَ وصلِّي لأجلي
كعصفورةٍ تغرِّدُ قبل الفجر
وتحطُّ على قبري
ابتسمي لأبتسم
وأعانقَ الموتَ الذي
نجَّاني من الحياةِ بساقٍ واحدة.

 

من مجموعة _وجع الرغبة لنساء صغيرات

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *