التاريخ يقول: الفساد يضعف القيم وينشر الرذيلة وسنته السيئة لا تنتهي إلى يوم يبعثون وأثره يظهر ويؤثر بالسلب على الجميع فضحاياه كل من لا يجد سقف يؤوِيه ولا رغيف خبر يسد جوعه ولا لباس يستر عورته ولا تعليم يمنح فرصة أفضل لأبنائه ولا مستشفى تنقذ حياة عائلته ومحبيه ولا منافسة شريفة تمنحه فرص عمل أفضل ولا خدمات تسد حاجته ولا شعور بالهيبة والاحترام والأمان ولا ميزان عدل يحفظ حقوقه ولا مساواة تعطيه جرعة أمل بالمستقبل، ليبقى الجميع تائهاً يتكلم عن الفضيلة ولكن الأغلب يجانب الصواب ويركض وراء السراب، الدول التي تعاني من فساد بدأت بمحاربته واقتلاعه من جذوره لتعتلي ناصية التطور والتنمية والتقدم حتى أضحت قصص نجاح يستشهد بتجاربها الفريدة ودونتها كتب السياسة والاقتصاد والأعمال، أما الدول التي تتقول وتتكلم عن محاربة الفساد وعدم المحاباة وغيرها من المفردات كبيرة المعنى ولكنها معدومة الإرادة لتبقى مجرد حروف للخديعة وكلمات للمراوغة وعبارات لنشر الضباب وطمس للحقيقة دون سياسات وإجراءات واضحة وحازمة فكان مصيرها النهب والتخلف والانهيار والتدخلات الخارجية. (وَإِذَا تَوَلَّى? سَعَى? فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ? وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) البقرة).