‭”‬شطآن‭ ‬الرماد‭” ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬عنوان‭ ‬الرواية‭ ‬التي‭ ‬حصل‭ ‬عنها‭ ‬الكاتب‭ ‬الروائي‭ ‬الدكتور‭ ‬علي‭ ‬عواد‭ ‬عبدالله،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬مدينة‭ ‬الموصل‭ ‬التي‭ ‬عاشت‭ ‬الألم‭ ‬وتعيش‭ ‬الأمل‭.‬

لم‭ ‬أطلع‭ ‬بعد‭ ‬على‭ ‬الرواية،‭ ‬لكني‭ ‬تابعت‭ ‬بعض‭ ‬ما‭ ‬كتب‭ ‬عنها‭ ‬وما‭ ‬رواه‭ ‬الكاتب‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬anb‭ ‬العربية‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬نوافذ‭. ‬وبالتأكيد‭ ‬كانت‭ ‬الرواية‭ ‬قد‭ ‬حملت‭ ‬من‭ ‬الرسالة‭ ‬والحبكة‭ ‬واللغة‭ ‬وتقنيات‭ ‬الرواية‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬تفوز‭ ‬بالمرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬400‭ ‬عمل‭ ‬تقدم‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭.‬

والكاتب‭ ‬علي‭ ‬عواد،‭ ‬شاب‭ ‬في‭ ‬مقتبل‭ ‬العمر،‭ ‬يوحي‭ ‬هدوءه‭ ‬بأنه‭ ‬يحمل‭ ‬من‭ ‬وضوح‭ ‬الرؤية‭ ‬والإتزان‭ ‬الداخلي‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬والابداع‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬عناوين‭ ‬رواياته‭ ‬الأخرى‭ ‬تؤشر‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬عن‭ ‬تميز‭ ‬في‭ ‬كتاباته‭ ‬وما‭ ‬يتناوله‭ ‬من‭ ‬موضوعات‭.‬

يحمل‭ ‬عنوان‭ ‬الرواية‭: ‬شطآن‭ ‬الرماد،‭ ‬جاذبية‭ ‬ورمزية‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد،‭ ‬وهي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬مدينة،‭ ‬كنت‭ ‬قد‭ ‬كتبت‭ ‬فيها‭ ‬مقالاً‭ ‬بعنوان‭: ‬ثلاث‭ ‬أحداث‭ ‬هزت‭ ‬الموصل،‭ ‬وحددتها‭: ‬بأيام‭ ‬المجاعة‭ ‬أبان‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الأولى‭ ‬وبأحداث‭ ‬الشواف‭ ‬وبسيطرة‭ ‬داعش‭ ‬عليها‭ ‬وما‭ ‬تسبب‭ ‬جرائها‭.‬

نعم‭ ‬لقد‭ ‬شهدت‭ ‬شطآن‭ ‬دجلة،‭ ‬التي‭ ‬تخترق‭ ‬مدينة‭ ‬الموصل،‭ ‬الدم‭ ‬والخراب‭ ‬والحداد‭. ‬يصعب‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬اللقاء‭ ‬بمن‭ ‬شهد‭ ‬أيام‭ ‬المجاعة‭ ‬التي‭ ‬إضطر‭ ‬فيها‭ ‬الناس‭ ‬الى‭ ‬أكل‭ ‬ما‭ ‬تتناوله‭ ‬الماشية،‭ ‬وأن‭ ‬تنتهي‭ ‬حياة‭ ‬سفاح‭ ‬وزوجته‭ ‬الى‭ ‬حبل‭ ‬المشنقة‭ ‬بسبب‭ ‬خطفهم‭ ‬لأطفال‭ ‬وحيوانات‭ ‬وذبحها‭ ‬وبيعها‭ ‬كطعام‭ ‬للناس‭.‬

بيد‭ ‬انه‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬الكثير‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬ممن‭ ‬شهد‭ ‬أحداث‭ ‬الشواف‭ ‬بمآسيها‭ ‬الإنسانية‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬وسحل‭ ‬وحرق‭ ‬ونهب‭.‬

واذا‭ ‬كانت‭ ‬رواية‭ ‬علي‭ ‬عواد‭ ‬قد‭ ‬ركزت‭ ‬على‭ ‬تناثر‭ ‬رماد‭ ‬ما‭ ‬احترق‭ ‬أثناء‭ ‬حكم‭ ‬داعش‭ ‬وتحريرها‭ ‬من‭ ‬عصاباتها‭ ‬على‭ ‬شطآن‭ ‬دجلة‭ ‬فقد‭ ‬جاءت‭ ‬لتكمل‭ ‬نسج‭ ‬ثلاثية‭ ‬تراجيدية‭ ‬لهذه‭ ‬المدينة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تبخل‭ ‬في‭ ‬عطاء‭ ‬أبنائها‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬وعمل‭ ‬وفن‭ ‬وأدب‭.‬

تذكرت‭ ‬وأنا‭ ‬أتابع‭ ‬اللقاء‭ ‬مع‭ ‬الدكتور‭ ‬علي‭ ‬على‭ ‬الشاشة،‭ ‬وهو‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬شوارع‭ ‬الفاروق‭ ‬والزنجيلي‭ ‬وأزقة‭ ‬مدينة‭ ‬الموصل‭ ‬القديمة‭ ‬وما‭ ‬حل‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬دمار‭ ‬وخراب،‭ ‬وكيف‭ ‬شهدتها‭ ‬أثناء‭ ‬زياراتي‭ ‬المتكررة‭ ‬وأنا‭ ‬العراقي‭ ‬ابن‭ ‬الموصل‭ ‬الذي‭ ‬يقيم‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭. ‬كم‭ ‬حزنت‭ ‬على‭ ‬أشياء‭ ‬كثيرة‭ ‬ومنها‭ ‬

البيت‭ ‬الذي‭ ‬ولدت‭ ‬فيه‭ ‬وقد‭ ‬أصبح‭ ‬أثراً‭ ‬بعد‭ ‬عين،‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الكوازين‭ ‬التي‭ ‬تحتضن‭ ‬أقدم‭ ‬منارة‭ ‬في‭ ‬الموصل‭.‬

مبروك‭ ‬للموصل‭ ‬في‭ ‬إبنها‭ ‬المبدع‭ ‬علي‭ ‬عواد‭ ‬الحائز‭ ‬على‭ ‬الجائزة‭ ‬الأولى‭ ‬للشارقة‭ ‬في‭ ‬الرواية‭ ‬لعام

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *