مرت علينا قبل ايام ذكرى رحيل عراب الدبخانة الراحل وجيه عبد الغني الذي رحل الى عالمنا الاخر في نهاية كانون ثاني 1998، وبرحيله فقدنا قامة فنية قدم اعمالا مسرحية وتلفزيونية وواكب المشهد التلفزيوني والمسرحي من خلال تراسه شركات فنية وانتاجية عدة حققت حضورا، واكب تلفزيون العراق والحركة المسرحية ووفاءا لذكرى عبد الغني الذي سيبقى في ذاكرة الجمهور العراقي ، نقرأ بعض مما كتبه الراحل يوسف العاني عن صديقه وزميله وجيه قائلا (رحل المتميز ، المرح ، الملتزم ، الواعي والمثقف والفنان المخرج والممثل والتشكيلي والموسيقي .اللطيف الى درجة ان العين لاتترك متابعته وهو يتحرك بثقة على المسرح او امام الكاميرا وابتسامته مميزة ان كان الموقف حزيناً او سعيداً فهو يستقبل جميع المواقف بابتسامة وتعابير مختلفة يصحبها تعامل ذكي من العينين والفم والانف والساقين حين تتقدم الواحدة تلو الاخرى واليدين حين تحمل احدهما سيكارة والثانية قد ترتمي داخل الجيب الذي استوطن تلك اليد بكل محبة واحترام لانها اليد تختبا لدلالة درامية وتعبير ينتمي الى الذهن والجمال لم يكن يفعلها هروبا ابدا ولا استراحة ولاموت بل هي حياة فعل مهم ،وداعا ايها الممتلئ نياشين من اخمص قدمه حتى اعلى راسه ،وجيه الذي لم يشب على المسرح ولا امام الكاميره ،الممثل الذي يخلق لنفسه لقطة كبيرة لاتحتاج لمكياج وداعا يامصدرا للطاقة الجمالية التي يفوح عطرها روعة وانت تراقب هذا الوجيه).