… لاأنوي هنا ان أرضي القارئ الكريم بأن الإنسان مخير أو مسير فلا علاقة لي بأمر إقناعه أو عدم إقناعه لأن ( رضا الناس غاية لاتُدرك ) ولكني أود أن أبين من وجه نظر فحسب بأن الله سبحانه وتعالى عندما خلق هذا الكائن المعجزة المسمى بـ ( الإنسان ) من فخار الطين ونفح فيه من روحه لتدب به الحياة حتى راح يأكل ويمشي ويفكر ليعمل بموجب نظامين في الحياة نظام ( مسير ) ونظام ( مخير ) أما المسير فقد قبض الله جل في علاه الأمر في إدامة حياة هذا الكائن بيده سبحانه إلى اجلٍ مسمى فقلب الإنسان مثلاً ونبضاته وطريقة تنفسه الغامضة والنفحات الغيبية التي تتلقاها رئتيه بلا توقف ودورته الدموية التي تنقل الغذاء إلى الدماغ ليظل مشرعاً في نشاط لايموت وغيرها من الفعاليات الغير مسيطر عليها من الإنسان نفسه جعل الله الخالق الحكيم أمرها بيده فلا يستطيع أي منا أن يوقف تنفسه مثلاً أو يوقف نبضات قلبه بإرادته إلاّ بالانتحار وهذا أمر محرم في شريعة السماء فيظل الإنسان حياً إلى اجله المسمى الذي كتبه الله الرحيم له ، أما النظام المخير فهو يتمثل في مدى تفاعل الإنسان مع عوامل الشر وعوامل الخير فاختيار الطريق في الحياة هو أمر بالغ التعقيد لان شهوات النفس وسط ملذات الحياة ومدى الأنانية وحب الذات والعقيدة ودرجة الإيمان بالخالق والنظرة المأخوذة من قبل الشخص للحياة والأعراف والتقاليد والمشاكل والضغوط النفسية إلى آخره كلها عوامل تتلاعب بعاطفة ومشاعر الإنسان فيمضي في طريقه الدنيوي مخيراً وبذلك يلقى حسابه في الآخرة على أساس أعماله في الدنيا .. فتعود الروح إلى بارئها وتمضي النفس المكون الأثيري للإنسان التي تحمل عمل الانسان في الدنيا تمضي إلى حسابها… وسلامتكم .