يتقن بعض الناس نسج علاقات تستنزف الآخرين وتوظفهم لإهداف مطلقة.. لا تكافؤ فيها، إنما أخذ من دون عطاء.. ليس البعض، بل الغالبية العظمى، ممن جمعتني الأقدار بهم، يريد مني ولا يريدني أنا على علاتي.. بالحسنات التي غرسها الرب في شخصيتي والمساوئ التي الصقها الشيطان بي!
أقدار متشنجة وأخرى منبسطة، تجعل الإنسان ينوء بثقل الأحزان مرة ويحلق في فضاءات الفرح مرة؛ لأن الدنيا حمالة نقائض، والحياة تسير متقلبة مثل كرة.. صعوداً ونزولاً ومكاسب وخسارات ومنجزات وإحباطات، وفي كلتا الحالتين.. الوردية الزرقاء أو السوداء المعتمة، يريد من يحزن له ويفرح معه، بصدق وجداني أصيل.
وأصالة المشاركة، هي التي ترهن إنتماءنا الى الآخرين، لكن هل يستقبلنا الآخرون بالصدق المرتجى أم يرتجون تصديقنا المراءاة كي نسفح ذواتنا ولا يأبهون!؟
القليل يريدك أنت ولا يريد منك، لكن الكثير.. السواد الأعظم يريد منك ولا يريدك انـت! فهم يحبونك وقت الفراغ، ولا يتفرغون لمحبتك.
ولهذا خاطب الرب عباده في القرآن الكريم داعياً الإنسان الى التجرد من هوى النفس الأمارة بالسوء؛ يحثه على ألا يريد من نظيره في الخلق مغانم جزئية إنما يريده بكله الإنساني، محباً حتى أخطاءه.. يصوبها ومواطن ضعفه.. يقويها، فيتكاملان، كما يقول المثل الشعبي: “الما يريدني ربح ما أريده خسارة” فلا يظن المتشاطر أن الناس مغفلين.. العقل الواعي يميز بين من يريده لشخصه وبين من يريد منه! وبين تسلية الفراغ والتفرغ لخلق منجز مشترك.. تلك هي العلة يا… شكسبير!