الكاتب نصير جبرين

 

 

ان الصراع اليوم هو بين مقولتي كيفما تكونوا يولى عليكم و الناس على دين ملوكها . أما الاولى فقد تأكد ان الناس لا خيار لها في ملوكها و خاصة في بلد مثل بلدنا لا في عهد مضى و لا في هذا العهد . فالصاروخ و الطيارة و المدفع و الدبابة هي التي فرضت علينا الملوك منذ مئة عام و يزيد . حتى جاء اليوم الذي فرض فيه أفسد الملوك ليعم الفساد في البلاد و العباد لنصبح قريبين من مقولة الناس على دين ملوكها . جبرا و ارغاما …. يطلق البعض ما فاتنا من ايام غابرة بايام الزمن الجميل ، ويربط ذلك بسياسة الحكومات التي تعاقبت على( حكم =تدمير) بلادنا .. بل ان البعض يصل في طيبته وعفوية رأيه ان يربط الزمن الجميل بحاكم واحد بعينه . من دون اﻻنتباه الى حقيقتين اساسيتين تعدان صفتين تاريخيتين واخلاقيتين موروثتين في شعبنا ؛ وهما :

1. ان اغلب ابناء شعبنا يتصرف على اساس حسن النية ، وهو طيب القلب ومتسامح .بحيث تراه ينسى اﻻساءة بسرعة ، لكنه ﻻ ينسى الاحسان بالسرعة نفسها .

2. اذا كان هناك زمن جميل قد مررنا به ، فان سبب جماله هو الشعب بما كان يمتلك من روح وطنية واخلاقية واعتزاز بقيم اجتماعية ودينية عالية وتراث شعبي وعادات وتقاليد جميلة … رسمت كل او معظم معالم الجمال في حياة هذا الشعب .

وﻻننا كنا كذلك ،فقد سلط علينا اعداء الانسانية والجمال من يحول زمننا الجميل هذا الى اقبح زمن يمر به شعب من الشعوب ..

وعلى الرغم من ادلهمام الخطوب على ابناء شعبنا ،وما جره ذلك من ويلات تلو الويلات ..إلا انني مازلت مؤمنا بامكانية اعادة الزمن الجميل من جديد ..شرط ان نزيح من طريقنا اعداء الجمال والانسانية من حكومات انتجتها الغابات والصحاري ورمت بشرها علينا .. و شرط أن ينتبه شعبنا الى طبيعة المؤامرة التي حيكت ضده و التي بدأت تثلم في جرفه و تغيره و تخلق فئة رذيلة منه تحاول جهد امكانها الأبقاء على الحالة الشاذة التي يعيشها الان و خلق اليأس من أي أمكانية للتغيير ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *