في حوارٍ جميل وممتع عبر اتصال جمعني مع اخ عزيز وصديق قديم وزميل عمل ،استعدنا ذكريات الأمس ، حوادث وأحداث ومواقف وأصدقاء…الخ .حيث كانت ذاكرة الاخ ابو محمد المهندس عماد وسمي من بغداد ذاكرة قوية أعادتنا الى سنوات عشناها سويةً بظروفها وتقلباتها ، حلوها ومرها ، لكنها في كل الأحوال جمعتنا بإخوة أعزاء لاتغادرهم الذاكرة .تبادلنا الحديث عن أخبارهم وأحوالهم ، ترحمنا على الماضين منهم وتمنينا للباقين السلامة والصحة والعافية .
وكان سؤال الاخ ابي محمد : اخبرني عن صحتك ؟ قلت الحمد لله ، الأمر لايخلو من عوارض واعطال ليس كما عهدتني قبل ثلاثين سنة …وماذا عنك ؟ قال ضاحكاً : خليها جوه الطبگ !.
استوقفتني هذه العبارة الشعبية وقادتني الى جوانب اخرى من مشهد الحياة اليومي ، إذ إن كثير من المواقف التي تمر بنا قد لاتستطيع الكلمات التعبير عنها بالدقة المطلوبة لما يصاحب تلك المواقف من تعقيد وارتباط بإشكاليات ومشاكل اخرى .مايهمني في هذا المقال تلك العبارة الشعبية التي تختزل الكثير من الكلام على إختصارها ، خصوصاً عندما يكون الحديث عن قضايا تمس واقعنا الاجتماعي والاقتصادي وقد كثر اكلام عنها بحيث اصبح الكلام مكرراً ومستهلكاً ولاجديد فيه .ولعل القارئ الكريم لديه صورة واضحة عن تلك القضايا .بقي شئ لابد ان يعرفهُ من لم يصلهُ معنى الطبگ وكيف يصنع ولمن يستخدم .الطبگ هو احد الاواني المصنوعة من جريد وخوص النخل يستخدم استخدام الصينية المعتادة ، ولربما كان هناك شئ لايعجب الذي يكون على المائدة فيرفعون الطبگ ويجعلونه تحته …ثم استخدمت العبارة لكل حديث يختصر جزئيات وتفاصيل لايريد المتكلم الخوض فيها .ولكن الطرف المقابل يفهم ماذا يعني المتكلم .خليها جوه الطبگ …عبارة بسيطة لكنها غنية .ومضمونها بمحتواها كان حواراً جميلاً مثمراً صديقي العزيز ابو محمد…شكراً لك فقد كانت عبارتك سبباً لمقالٍ نطل به على القراء الكرام .