ليس لها مورد رزق بعد أن مات زوجها مقتولا ، من قتله ؟ ولماذا قتله ؟ لا احد يعرف ، وحسمت المسألة انها ضد مجهول …وهكذا تتكرر المأساة بين حين وحين . أدركت بعد أيام انها لا بد أن تلملم جروحها وتكتم حزنها ؛وأنها لا بد أن تبحث عن مورد رزق لأعالة نفسها وطفليها الصغيرين بعد أن كان الزوج براتبه الشهري يوفر كل متطلبات الأسرة . خرجت الى السوق تبحث عن عمل ؛ وبعد يومين لم تقتنع بما تفعله ثمة نساء يفترشن حيزا من الرصيف في بيع بضائع أو أطعمة صنعنها في بيوتهن ؛ اكثرهن أرامل أو أن أزواجهن معوقين :؛ فقد منعتها عزة نفسها من تقليدهن . ارتات بأن احسن ما تقوم به من عمل يكفل لها الرزق هو الخياطة وخاصة أنها تجيدها . كان شقيقها يمد لها يد العون بين حين وآخر وأراد منها أن تلحقه في داره ولكنها رفضت أن تكون عبئا على أسرته وأنه ليس عليها الا أن تثابر في عملها لتكسب ر.زقها بيديها . ما أن مضى شهر حتى استطاعت أن تكسب رضا الزبونات اللاتي يترددن عليها مما زاد في تحسين معيشتها . كانت تعمل في النهار وترعى طفليها ؛ أما حينما يقبل الليل وتاوي الى فراشها فتجد نفسها في أحضان الذكريات مع زوج نبيل يحسن اليها لترى فيه حلمها وسعادتها ، غير أن القدر لم يمهلها طويلا لتفقده على يد غادرة آثمة ؛ وها هي تذرف الدموع في كل ليلة . وهكذا مضت بها سفينة الحياة صابرة محتسبة ترجو من الله الرزق الحسن والستر والعافية . ناجح صالح / العراق