, نشر احد الاخوان الافاضل موضوعا عن القبولات والمجالس والنوادي الثقافية والاجتماعية والتي انتشرت في المجتمع البغدادي في العهد الملكي وما بعده والى فترة السبعينيات من القرن الماضي ، حيث كانت من ابرز الوسائل في تنميه المجتمع والحياة الادبية والمعرفية والثقافيه وتحقيق الترابط الاجتماعي ، وهكذا فقد ظهرت هيئات وتشكيلات اجتماعية كثيره في المجتمع البغدادي ، وقد كانت العوائل البغداديه في العهود الماضيه تحاول ان تجد لها اماكن لهو وسهرات وامتاع للنفوس وهكذا فقد اصبح يوم من ايام الاسبوع ينتظر الرجل زائريه وضيوفه حيث يلتقي بهم ، وفي هذه اللقاءات يجري الحديث في كل المواضيع ، ان كانت سياسية اواجتماعية او ادبية او مطارحات شعرية الى غير ذلك ،، وهي شبيهه بالمجالس النجفيه المعروفه التي اشتهرت في الاربعينات والخمسينيات والستينيات ،، ومن هذة المجالس التي اشتهرت في بغداد ،، مجلس ناجي السويدي ومجلس ال المتولي ومجلس المفتي الجعفري ومجلس رئيس الوزراء حكمت سليمان ومجلس ال الشبيبي ومجلس محمد قاسم الرجب ومجلس ال الدفتري ومجلس المحامي الشهير عباس العزاوي ومجلس الاسره الكيلانيه ومجلس ال الصدر ومجلس العلامة الدكتور محمد حسين محفوظ في الكاظميه ومجلس ال بابان ومجلس محمد القابنجي ومجلس توفيق السويدي ومجلس الشاعر محمد صدقي الزهاوي ومجلس محمد بهجت الاثري ومجلس العلامة الدكتور مصطفى جواد ومجلس بيت الباججي ومجلس هبة الدين الشهرستاني ومجلس الحاج حسين الشعرباف ومجلس الصحفي روفائيل بطي ومجلس الدكتور كمال السامرائي ، اضافه الى الصالونات والقبولات النسائية الكثيرة لسيدات المجتمع انذاك وعشرات المجالس لشخصيات كثيره لا يتسع المقام هنا الى ذكرها ،، ويبدو ان هذة المجالس العلمية والمعرفية والثقافية والادبية والتي كان يزخر بها المجتمع البغدادي تحولت في العقود الاربعة الاخيرة شيئا فشيئا وبسبب سيطرة الحكام الاعراب وقيم البداوة والتعرب على الدولة ومن ثم المجتع والذي ادى الى هذا الانهيار في المركز الحضاري الاول وهو العاصمة بغداد ،، وهكذا فقد انتشرت بدلا عنها مضافات عشائرية (التي كانت في يوم من الايام ايضا مجالس للحوارات الاجتماعية والثقافية) ، الا ان الذي يؤسف له بانها تحولت الى نشاط اخر واصبح عملها هو حل النزاعات والخلافات والفصول في الجرائم المرتكبة والتي تصاعدت بشكل خطير وغير مسبوق في العاصمة والتي ليس لها اول ولا اخر (ضارب ومضروب ،، قاتل ومقتول ،، ناهب ومنهوب ،،، الخ الخ) ، وهذه الظاهرة باتت واحدة من صور هذا الانهيار الحضاري الذي اطال هذا البلد ،، وهذا شبيه ايضا بمشروع مترو بغداد (under ground) الذي كنا نسمع به منذ سنوات طويلة ونأمل المباشرة به وتنفيذه ، وهو مشروع شبكة مواصلات واسعة والذي جر ى انشاؤه في كثير من البلدان وحتى الفقيرة منها والذي يؤمن خطوط نقل متكاملة وسريعة وخاصة في المدن المزدحمة ، واذا به يتحول هذا المشروع عندنا في العراق الى (اعداد هائلة من الستوتات والتكتوكات) تغزو العاصمة والتي هي تعتبر واحدة من وسائل النقل البدائية والمنتشرة في اشد البلدان فقرا وتخلفا في العالم ،، ان الذي ذهبنا اليه هو مثالين فقط لعدد لايحصى من صور هذا الأنهيار والخراب والدمار الذي حل بهذا البلد ؟؟ .