قد نلجأ احيانا الى عمليات هروب ممنهج بسبب أزماتنا السياسية التي لا تنتهي بل تفقس ازمات جديدة…اخرها أزمة الدولار وارتفاعه الكبير وانعكاس تلك الأزمة على أسعار المواد الغذائية وحركة العمل أيضا.
في سياق هذا الهروب الممنهج تلجأ العائلة العراقية الى متابعة بعض الأعمال الدرامية التي قدمت سابقا ، هذه الأيام تتابع عائلتي مسلسلا قدم عبر احدى الفضائيات خلال شهر رمضان الماضي ،بطولة الفنان قاسم الملاك الذي يؤدي في المسلسل دورين لأخوين هما عامر وسامر لا يميز بينهما سوى ثخن الشارب.
المسلسل كغيره من الأعمال العراقية في السنوات الأخيرة لم يقدم موضوعا جديدا وشكل تراجعا كبيرا في اداء منظومة العمل المشاركة به وكأنهم يقدمون العمل الأول لهم.
رافقت شخصية الملاك لازمة تكررت طيلة حلقات المسلسل تمثلت بقسم البطل (بروح أبوه)،
مع مفردة (اها امداني).
توقف الكثيرون عند هذا المسلسل من خلال عقد مقارنة غير عادلة بين الإنتاج المحلي البائس والأعمال العربية المصرية والسورية وحتى الخليجية منها.
ربما يكون (سلمان) زميلنا في معسكر تدريب مشاة الحلة الأكثر فرحا ببعض ماورد في المسلسل من قسم ويمين كبيرين كما يعتقد هو خاصة عندما يقسم بروح عمه (شمخي) في الصغيرة والكبيرة ولا يخلو حديثه عن ذكر مأثر عمه شمخي الذي أخبره في الحلم عن موعد تسريحه من الجيش ،الحلم الذي لم يتحقق إلا بعد ثلاث سنوات!.
كنا نستمتع بقصص عمه شمخي… وإحدى المواقف التي لاتنسى عند حضورنا لمشاهدة مسرحية المحطة لصباح عطوان..كان سلمان يضحك عاليا كلما ورد اسم الأله (شمش) في سياق المسرحية باعتباره واحدا من سلالة عمه شمخي.
ويبدو أن لازمة (اها امداني) مأخوذة من ذات المسرحية على لسان الشخصية التي أداها الراحل عبد الجبار كاظم.
وهكذا يتحدث بعضنا عن أقاربه ومعارفه ويصنع منهم أساطيرا كما يفعل صديقي( عدي) عندما يتناول سيرة عمته (چخة وبندقيتها البرنو)… سأفرد لها عمودا خاصا بعد الاستئذان منه.