الكاتب علاء كامل شبيب

 

 

طوال 43 عاما سعى ويسعى نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن خلال إستخدام کل الطرق والاساليب المتاحة له من أجل جعل کل مايتعلق بمنظمة مجاهدي خلق ودورها السياسي ـ الفکري في إيران منذ تأسيسها ولحد الان شيئا من الماضي وطي صفحاتها المختلفة، وبطبيعة الحال فإن إلقاء نظرة على ماقد تعرض له مجاهدي خلق من حملات أمنية قمعية دموية الى جانب حملات إعلامية مکثفة سخر النظام کل المجالات الاعلامية لها من صحف ومجلات وإذاعة وتلفزيون وسينما ومسرح، فعندئذ ندرك ونعي حجم ومدى التخوف الذي يشعر به النظام من هذه المنظمة وسعيه المتواصل من أجل القضاء عليها.
مذبحة صيف عام 1988، التي قام النظام الايراني وبفتوى مثيرة للجدل من جانب خميني بإبادة أکثر من 30 ألف سجين سياسي لمجرد إنهم يحملون أفکار مجاهدي خلق أو يٶمنون بها، ليست القضية الوحيدة التي إنقلبت وبالا على النظام، بل إن مناسبة الثامن من فبراير 1982، عندما قام النظام الايراني بتحشيد عددا کبير من قوات الحرس الثوري وقام بمحاصرة مقر إقامة القياديين البارزين في مجاهدي خلق، موسى خياباني وأشرف رجوي، في منطقة زعفرانية بطهران وهاجم المقر بالرشاشات والأسلحة الثقيلة. غير أن المجاهدين الأبطال قاوموا، وبعد عدة ساعات من القتال المتواصل استشهدوا جميعا ولم ينج سوى ثلاثة أطفال صغار. من خلال نقل جثث الشهداء إلى التلفزيون، ادعى النظام أن المجاهدين قد طوي ملفهم، وتم القضاء عليهم وإنتهت قصتهم! لکن وکما ظهر کذب وزيف ماقد تصوره وذکره هذا النظام بشأن مذبحة 1988، فإن نفس الامر هو الذي جرى أيضا مع هذه المسألة.
بعد 40 عاما من إرتکاب النظام لجريمة قتل القياديين في منظمة مجاهدي خلق، فإنه وفي الذکرى السنوية لذلك أي الثامن من فيبراير الجاري، عادت شوارع العاصمة ومدن إيرانية أخرى تتزين بصور القياديين موسى خياباني وأشرف رجوي مرة أخرى من قبل وحدات المقاومة، حيث قامت وحدات المقاومة أنصار منظمة مجاهدي خلق في الداخل بالذكرى الأربعين لهذه المناسبة من خلال وضع صور كبيرة لهما في أماكن مزدحمة في طهران ومدن إيرانية أخرى وإقامة مراسيم مختلفة کإحياء لذکراهما، وبالاضافة الى طهران، فقد أحيت وحدات المقاومة ذكرى هذين القائدين في مدن كرج وشيراز ومشهد وأصفهان ورشت ومازندران وبندر أنزلي وهمدان وقزوين وأردبيل وكرمان وسنندج. والتأکيد على إن القصة لم تنته کما تصور ويتصور النظام وإن نهاية القصة لاتکون إلا بإنتهاء النظام نفسه!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *