تنساق المجتمعات التي بنيت على أيديولوجيات متنوعة وفق عقيدتها منذ نشوئها الى حالة من اللا أستقرار تظهر على شكل حالات خلاف كلما تهيئت لها الظروف المناسبة التي تختفي احيانا بحكم السلطة وتظهر احيانا بحكم السلطة الأخرى … من مبدأ متى ما أريد للحالة الخلافية ان تظهر لتتشكل من خلالها وتشكل واجهة السلطة القادمة في البلاد !
وعند غوصنا في الحديث عن العراق الحديث المنشئ قبل مايقارب المئة عام يصار علينا ان نتخذ منه مثالا لما نتحدث عنه في مقالنا او القديم بالعودة الى واقعة الجمل قبل 1400 عام تقريبا والتي تظهر خلافاتها الى يومنا هذا !!! في خطابات من يرون ان السلطة اغتصبت منهم ! لتقابل تلك الفكرة بالنفي من الطرف الاخر بالعودة الى ذات الخلاف ! حدود تلك المعادلة التعجيزية لم تقف عند مرحلة معينة ولطالما كانت حديثا في السر أحيانا بحسب نوع السلطة أو في العلن أحيانا بعد مجيء السلطة الحديثة ضمن مايعرف بالعراق الجديد والتي تشكلت قبل عشرين عام …و على ذات المنوال ترى مجاميع مسيحية من أصل العراق أن جملة من الحملات قد وقعت عليهم ساهمت وبشكل فعال في ترك الاغلبية منهم العراق وكانت اخرها عام 2014 بعد ان دخل الإرهاب عقر بعض المحافظات العراقية وقبل ذلك التاريخ أيضا كانت هناك محاولات ساهمت بهجرة اعداد كبيرة من المسيحين .
على ذات الغرار مازال الكورد القاطنين في مدن إقليم كوردستان يبحثون عن حقوقهم المؤجلة في اغلب الاحيان وفق التأريخ على مر عصوره او المنكوبة وفق ما حل بقراهم تحت عنوان مايزال يأن في حديث معظم الكورد عن فاجعة الانفال وحلبجة …. أما الايزيدين فلم يختلف بهم الحال بعد ان سبيت نسائهم وتهدمت دورهم وقتل الكثير منهم والعودة لمناطقهم حتى الان تشبه حلم يحاول الوصول … واذا ما تعمقنا اكثر وابحرنا في رحلة البحث عن المكونات العراقية الأخرى سنقف حتما عند الكاكائية والصابئة المندائية وحقوق مازالت هي الأخرى تبحث عن حقوق !!!
وسط كومة الخلافات تلك التي تحولت الى يعرف بأحزاب السلطة وحكم الدولة لاحقا من منظور العراق الجديد مازلت تلك المفاهيم وفق ايديولوجياتها المختلفة تساهم وبشكل كبير في تعميق الفجوة بين ابناء الشعب ذاته أو ضمن المكونات والقوميات داخل ذات الحدود وبين احزاب السلطة الأخرى الممثلة عن الشعب في البرلمان او الحكومة على حد سواء !!! والحقوق من مبدأ الحقيقة ذاتها تبحث عن حقوق وازمات الثقة تتجدد في العراق كل حين .