فيما تعاني الطبقات الشعبية الافقر دوما … من التلاعب بأسعار السوق النقدية سواء كانت بالدولار او غيره ، كمسالة طبيعية للفوارق والانعكاسات السلبية جراء تفاوت الأسعار وما ينتج عنها من تاثير مباشرة على كل ما يتعلق بتماس الشعب بحاجاته الضرورية التي لا يستطيع التان او الاستغناء عنها .. وذلك يعني حتمية الضغط على جيبه وواردته الضائعة بعدد من المنزلقات المخططة والدولار احد اهم ادواتها ..
كنت اتمشى في شارع الرواد بالمنصور وما يعنيه من حركة سياحية وتجارية وترفيهية .. تمثل احدى اهم هويات العاصمة بغداد لاي متلق خارجي قد يفهم ما يجري هنا .. وفيما كنت اسال الباعة واتحرى التاثير الدولاري على حركة الناس وتفاعلها .. لفتت نظري التغيرات المهمة التي شهدتها حديقة تقاطع ساحة الرواد حيث تم إخراجها باحلى ابهة .. بعد ان أضيفت لها التحسينات بما جعلها تزهي المكان بكل جمالياته ثم ، اخذت اتساءل عن تكاليف هذه التحفة .. وهي مبالغ ليست قليلة ، صرفت من خزينة الشعب لاهداف وطنية يعد الحفاظ عليها بمثابة واجب مقدس ..
بهذه الاثناء احسست كاني صفعت بقوة حينما دخلت شرذمة من المتسولين والأطفال باحة الحديقة البيضاء واخذوا يعبثوا بمفاتنها .. فركضت مسرعا ابحث عمن يوقف هؤلاء الناخرين لبنية الوطن .. فلم اجد من يساعدني .. فتساءلت كيف يترك منجز وطني مكلف بالملايين تحت رحمة الجهلة والعابثين والمؤجندين ..
التفت بحثا فوجدت سيارة نجدة تقف قرب الحديقة وللأسف كانت فارغة من رجال الشرطة .. ثم شاهدت بنقطة قريبة احد أبناء قواتنا المسلحة المدجج بالسلاح والمتهيء لاداء واجبه لحماية امن الوطن .. فحكيت له المصيبة فاستغرب طرحي حد الخجل – كما بدا عليه – برغم تعظيمه لدوري واحتراما لشيبتي .. فقال : ( والله يا أستاذ كل ما تقوله حق .. لكن ليس واجبي .. ولا اقدر اخدمك بشيء )…
اخذت ابكي بداخلي .. بحزن لا يقل عن الاسباب التي جعلتني ابكي الى اليوم بعد ان فقدت ولدي .. وشعرت بالإحباط والخيبة .. على شعب تهدر أمواله بصورة عبثية بكل مكان وزمان لابسط الملفات .. بما لا يدعوا للشك ان أسباب كثيرة ودوافع اكثر تقع وراء شهر السلاح الدولاري ..
اليوم وكل حين يا عراق !