في الخطاب القرآني كثيرا ما يتكرر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ وحينما نتحدث عن المنكر نذكر حديث رسول الله ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) والمنكر هو كل عمل قبيح لا تستسيغه النفس السوية ولا ترضاه. كان السلف يلتزم بكل ماهو موافقا للفطرة والسلوك والذوق وترى في المنكر خروجا عن المألوف بما فيه من قيم واعراف ؛ فإن حاول أحدهم أن يفعل ما يحلو له دون اعتبار لهذه المواصفات فإن المجتمع يرفضه ويندد به بل يحاسبه على فعله السيء الذي يخدش الحياء …أجل كان الوقوف ضد المنكر باليد ثم باللسان ثم بالقلب كما أشار رسول الله في حديثه . غير أنه بتعاقب السنين ومرور الأيام تغيرت طبيعة المجتمع بسلوكه وتقاليده ورؤيته وسط ضياع الكثير مما كان يحمله السلف حتى بات المنكر يطفو على السطح حاملا معه التردي والإسفاف ؛ فإن حاولت أن تقف بوجه منكر رفع صاحب المنكر قامته وعلا صوته قائلا لك أنها حريته ولا شأن لك به . ترى كم من منكرات لها مردودها السيء تعصف بنا من كل جانب ولا يستطيع أحد إن يقف ازاءه لا باليد ولا باللسان ، وها هو المشهد يفضح نفسه ويكشف عن سوأته حينما ترى شابا لا يقيم وزنا لكل موروث جميل بما يرتدي من لباس لا يليق به ويفعل افعالا مشينة لا يبالي بها الذوق والسلوك ؛ وهذه امرأة هي الأخرى تقترف منكرا أكثر إساءة بما ترتديه من ثياب لا تكاد تسترها …فهل من أحد يتجرا ويستخدم يده اويقول كلمته بشانها ! بل إ ن البعض سيقف مخاصما لك إن هممت بفعل شيء ضد هذا المنكر ويرى أن لها أب أو زوج أو اخ هو من اباح لها بما ترتديه وأنه هو المسؤول عنها فلماذا تحشر أنفك في أمر لا يعنيك ! ..وهكذا نجد التبريرات في الدفاع عن المنكر هي من تتحكم في هذه المسألة الخطيرة ؛ وها انت لم يعد لك من الأمر كله شيء سوى أن تقف ضد المنكر بقلبك فحسب . ناجح صالح / العراق