حتى تكون السّماء نفانيف ثورة
أو فخذين نافقتين
ثمّة أشياء بلون الغروب القاتم
تجعل منه سروالا مُعلّقا
على رُكام يومه المُتهالك
يبحثُ عن ماء ليروي زحام جوعه
ويغرق في التأمّل
حتى يفقد وعيه الحلم
ويمضي في دروب الوقت
حافٍ، لايملك من أحلامه
إلا كسرة صمت
تكفي لسد رمق مراياه من البكاء
في هذا الخراب النّابت في حلقه
حيث الماء في فمه
مازال مكبّلا تؤطّره أشرطة سوداء
تطوّق ظلّه
على حافتيه
يسكن الشّوك
جثّة مهملة الباكين
حتى ضجَّتْ مواسم الثلج بالسّؤال:
– من أين له كلّ هذا الموت؟!
كُلّ هذا الملح، كلّ هذه البلابل المصلوبة على التين
وضاق الكلام ببعض السّكوت
وهمّ السّؤال أن يموء
فغاب عن وعيه الجواب
وكاد العراء أن يرتشف المساء
والقراءات تتكرّر في مشهد المساء
حتى خلع حذاءه الليل
وقُضي الأمر
بشحوب نهار
ليستر عن عينيه رغبة الاشتهاء..