يتساءل اَلان دونو ما هو جوهر كفاءة الشخص التافه؟ فيجيب : إنه القدرة على التعرف على شخصٍ تافهٍ آخر. معاً، يدعم التافهون بعضهم البعض، فيرفع كلٍ منهم الآخر، لتقع السلطة بيد جماعةٍ تكبُر باستمرار، لأن الطيور على أشكالها تقع.
التفاهة تعني نقص في القيمة والابداع والاصالة وانعدام الأهمية والدناءة والحقارة ولاشك أن وسائل الإعلام الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي وفرت لهؤلاء التافهين فرصة الظهور والانتشار والخروج من جحورهم بعد ان تطبع الناس مع هذا العبث الالكتروني من خلال الدفع بهؤلاء المجاهيل النكرات والمغمورين الذين لم يكونوا شيئا مذكورا دفعت بهم إلى مدارج الشهرة والنجومية نتيجة قيامهم باعمال عبثية وأشياء تافهة.
صدرت الكثير من الكتب التي تسلط الضوء على هذا المنحى الخطير (نظام التفاهة) الذي يحاول ان يسفه السلوكيات المجتمعية والانسانية بالتأكيد على هذه السلوكيات المنحرفة في ظل وسائل الانتشار الحديثة ومن هذه الكتب :
“تدهور الحضارة الغربية” للفيلسوف أوزوالد إشبنغلر ، و “حضارة الفرجة” لصاحب نوبل الأديب فارغاس يوسا ، و”مجتمع الفرجة: الإنسان المعاصر في مجتمع الاستعراض” للفرنسي جي ديبور” ، “الإنسان العاري” لمؤلفيه “مارك دوغان” و”كريستوف لابي” وغيرها من الكتب المهمة والاساسية.
بات الكثيرون يقيسون وجودهم ودورهم في الحياة ونجاحهم في عملهم أو علاقاتهم أو زواجهم أو في تربية أبنائهم بعدد مرات ظهورهم وظهور صورهم أو منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وعدد الإعجابات التي يحصدونها من متابعيهم، لذلك تراهم يتبعون أي موجة تحدث، فتجد لهم في كلّ “trend” اسماً ورأياً .
اما اسباب انتشار هذا السلوك فهي:
١- تدني الوعي الفكري في البلدان العربية
٢-سهولة الشهرة من خلال توفر الهواتف الذكية لكل شخص.
٣-مسؤولية بعض الحكومات في تغذية مستنقعات التفاهة.
التفاهة لايجيدها المثقفين والمتنورون لان المثقفين والمتنورين يلتزمون بمنظومة قيم لايملكها التافهون ولا يتنازلون عنها او يراوغون ولايهادنون أو يستسلمون.
واجبنا محاربة التفاهة في كل صورها للقضاء على الاسفاف كسلوك الذي أصبح رائجا ، ولمحاربة التافهين يجب ان يكون بالموضوعات ذات الأهمية الاخلاقية والعلمية والنفسية لننقذ الشباب والناشئة من تفاهاتهم حتى لايتاثروا في سلوكياتهم التافهة. وتبقى اهتماماتك تحدد قيمتك.