قرأت في نشرات الاخبار ما اسعدني تماما ، هو ان وزير العمل والشؤون الاجتماعية السيد احمد الاسدي قرر ان يصل برواتبه واعاناته الى جميع قرى الاهوار في الناصرية وميسان والبصرة ، ولا اعرف ان قام هو بنفسه مع فرق جواله امرَ بتشكيلها بجرد قرى الاهوار وساكنيها من الفقراء الذين انقطعت بهم سبل الحياة والعيش الكريم حين شحت مياه الاهوار ويبس القصب وماتت الجواميس عطشا ولم تعد المشاحيف تصيد السمك.

الانتباه الى معاناة الاهوار من قبل الوزير هي التفاته اجدها رائعة وتتلون بعاطفتها الانسانية والوطنية .واعتقد إن نُفذَ هذا القرار الجريء والانساني فأن الاسدي يكون اول وزير عراقي يصل بأموال وزارته الى قرى الاهوار بعد وزارة الموارد المائية والصحة والتربية وتلك الوزرات كانت تقدم اسنادا اجتماعيا وحضاريا وبيئياً الى سكان الاهوار منذ بداية الدول العراقية وحكومتها الوطنية ، لكن ان تخصص راتبا لفقراء تلك المناطق هو ما لم يحدث سابقا .

خطوة الوزارة والوزير على مقدار قيمة معاشاتها هي جزء من مشاعر الدولة لتخفيف تلك المعاناة الى قادت المكان من جنة الماء الى جحيم التصحر . وربما شعرت الوزارة ان واجبها الوطني والاخلاقي وحتى الشرعي ان تنتبه الى تلك القرى التي تعيش نكبة الجفاف ، وتتحضر الى ان تبدأ هجرتها الى مدن الغربة ومساطر الطين والبطالة ،واظن ان هذه المبادرة ربما ستعيد الكثير من ابناء الاهوار الى عدم التفكير بالهجرة وانتظار الفرج مع هذا الراتب الى ان يحلها الله والسياسة والسيد أوردغان الذي يعينه الله هو وسوريا على محنته مع الزلازل المدمرة ، وليعود الماء الى مراعي القصب وتلك الامكنة التي يسكنها معدان الله منذ ازل سلالات سومر ومجد اور القديم.

أعتقد ان مبادرة كهذه ليست خطوة شجاعة فقط ، بل هي تنويع لرغبة الوزارة في الوصول الى شرائح مجتمعية منسية ومنهم اهل الاهوار وربما ما فعله الوزير والوزارة سيحفز مؤسسات ووزارات اخرى لتقدم دعمها الى هؤلاء البشر المنكوبين والمنسيين كوزارة التجارة عندما تقرر جرد سكان قرى الاهوار ومدنه وتوزع عليهم مفردات البطاقة التموينية بانتظام ، ووزارة الزراعة لتبيعهم العلف بسعر مدعوم حتى لاتموت قطعان الجواميس وتنقرض من بيئة العراق وطبيعته.

هذا المكان الازلي والمجاهد والسياحي والذي كان موطنا شتويا لأنواع طيور اممية تأتي من كل القارات العالم ينبغي ان نهتم به وانا لا نقوده الى لحظة الانهيار البيئي فنفقد مكونا عزيرا في البنية الاجتماعية والتضاريسية العراقية واعتقد ان وزارة العمل والشؤون الاجتماعية سعت بهذه الخطوة الى ابقاء الحياة كما هي في بيئةِ جـــميلة وساحرة تدعى الاهوار.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *