ـ انطلاق التظاهرات في اقليم كردستان.. جغرافياً في مدينة السليمانية.. ليست المرة الاولى تنطلق التظاهرات في هذه المدينة.. ولا تمتد لأربيل.

– لم تمتد التظاهرات لتشمل اربيل.

– بالتأكيد أنَّ الأحزاب في السليمانية ـ غير المتواطئة مع مسعود البارزاني- لا بد أنْ تبحث عن مخرج.

– لإقناع جمهورها بتحرير اقتصاد السليمانية من أربيل وسلطة البارزاني.. وتسلُّطِ اسرتِه.

ـ وهنا لا بد ان نشير ان مرض جلال الطالباني الطويل ومن ثم وفاته.. ادى الى سيطرة اخرين لم يسيروا باتجاهات وسياسة الطالباني.

– بل المهم كان التمسك بالسلطة.. وتوسع هائل بالفساد داخل هذا الحزب.. وعلى صعيد مسؤوليه في ادارة المدينة!!

ـ ما يشير الى تفكّك الإقليم سياسياً.. خصوصًا وأنّ التظاهرات سبقتها ثورة من حزب (كوران ـ التغيير).. (والأحزاب الإسلامية) داخل مجلس النواب.

– حينما رفضوا برنامج مجلس نواب كردستان الذي لم يتضمِّن في برنامجه بتاريخ 2-12-2020 مناقشة ارتهان النفط في قبضة تركيا خمسين عامًا لصالح البرزاني!.

– ولم يتضمن مناقشة رواتب موظفي الاقليم.. والعلاقة مع بغداد.. خاصة المالية.. كذلك.. والأوضاع المعيشية.

جذور الصراع بين السليمانية واربيل

ـ الحقيقة ترجع جذور الصراع بين ابناء السليمانية وابناء اربيل.. الى واقع المجتمعين.. ثقافيا.. واجتماعياً.. وقيادياً.

– فأبناء السليمانية.. يختلفون عن ابناء اربيل من حيث الموقع.. التي تتصل بإيران.. وبالتالي يختلفون في الطباع.. والثقافة.. والعقلية المتفتحة.. وهكذا الحال بين قيادات البلدين.

ـ فلا يمكن الجمع بين عقليتين مختلفتين في التفكير.. والأسلوب.. والنظرة.. والسلوك.. والثقافة.. في حزب يعتمد على القيادة التاريخية.. وأسلوب القيادة الدينية.. والطاعة العمياء.

ـ هذا ما عاشته الشخصيات السياسية السليمانية ان صح التعبير.

– وفي المقدمة منهم جلال الطالباني.. العقلية المتفتحة والديناميكية.. والتفكير الاستراتيجي.. والممارسة الميكافيلية.. في حزبه (الحزب الديمقراطي الكردستاني) بقيادة الملا مصطفى البرزاني.

ـ منذ كان جلال الطالباني فتى العام 1947.. واختير عضوا في اللجنة المركزية لهذا الحزب العام 1951.. أي بعد 4 سنوات فقط من انضمامه إلى الحزب.. وكان عمره آنذاك 18 سنة.

ـ بعد صراع خفي طويل تارة.. وعلني تارة.. بدأت خلافات جوهرية تظهر بينه وبين زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مصطفى البارزاني.

ـ أنضم الطالباني العام 1964.. إلى مجموعة انفصلت عن الحزب الديمقراطي الكردستاني لتشكل المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني.. الذي كان يتزعمه إبراهيم أحمد الذي أصبح لاحقاً حماه.

ـ العام 1966.. شكلت هذه المجموعة المنشقة حلفاً مع الحكومة المركزية (العراقية).. وشاركت في حملة عسكرية ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني.

– لايزال بعض الأكراد يعتبر تحالف طالباني مع الحكومة ضد مصطفى البارزاني كشائبة في تأريخه السياسي.

ـ أنحلت المجموعة العام 1970.. بعد أن وقّع الحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة المركزية اتفاق سلام.. ضمن اتفاقية الحكم الذاتي للأكراد.

ـ فالصراع استمر.. مع حزبه القديم.. وسيده ورفيق دربه الملا مصطفى البارزاني.. ومن ثم مسيرة الصراع.. والقتل حتى العظم مع مسعود البرزاني العقلية الدكتاتورية المتخلفة.

ـ هنا نؤشر وبشكل مكثف.. هذه المسيرة بمحطاتها الرئيسية حتى اليوم.. وآفاق المستقبل.

أولا: التنافس.. بين الصراع والتعاون:

ـ بعد انهيار الحركة الكردية العام 1975 بقيادة مصطفى البارزاني في أعقاب اتفاقية الجزائر الذي نتج عنها سحب دعم شاه إيران لحركة بارزاني.. وبالتالي إلى توقف كامل إلى الصراع المسلح بين الأكراد والحكومة العراقية.

ـ انشق جلال طالباني عن الحزب الديمقراطي الكردستاني.. وكان لديه تياراً يضم النخبة من مثقفي حزبه الديمقراطي الكردستاني.. ثم أعلن عن تشكيل حزب الاتحاد العام 1975.

ـ جاء تشكيل حزب الطالباني.. في أعقاب اتفاقية الجزائر العام 1975 بين العراق وإيران التي توسط فيها وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر.. وهي الاتفاقية التي أنهت “الانتفاضة الكردية” في شمال العراق آنذاك.

ـ ظلت العلاقة بين الحزبين منذ البداية يغلب عليها طابع التنافس والتوتر والصراع السياسي.. ولم يتردد الطرفان الى المواجهات المسلحة أن لزم الأمر.

ـ ساعد وجود عدد كبير من النخب اليسارية والعلمانية قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني.. في توسيع قاعدته الجماهيرية في أوساط المتعلمين وأبناء المدن.

– بينما حافظ الحزب الديمقراطي الكردستاني على قاعدته الواسعة في أوساط الطبقات المحافظة والريفيين والمتدينين.

ـ مناطق نفوذ الحزبين لم تتغير كثيراً.. فمعقل الاتحاد الوطني ظل محافظة السليمانية وكركوك والمناطق الشرقية من الإقليم.

ـ بينما حافظ الحزب الديمقراطي الكردستاني على مناطق نفوذه التقليدية في زاخو ودهوك وغيرها من المدن والبلدات غربي الإقليم.. أضاف إليها اربيل في التسعينيات.

ـ ينظر بعض الأكراد إلى ما جرى في كركوك بعيد اعلان الاستفتاء في تقرير المصير في 25 أيلول / سبتمبر 2017.. باعتباره فصلاً جديداً من المنافسة بين الحزبين الذين ربطا مصير الإقليم بهما.

ـ أولى المواجهات المسلحة بين الحزبين وقعت العام 1978.. أدت الى سقوط قتلى في صفوفهما بسبب الصراع على مناطق النفوذ في الإقليم.

– وقتل خلالها أحد قادة الاتحاد عندما قاد الديمقراطي هجوماً مسلحاً على 800 من عناصر الاتحاد أثناء توجههم إلى كردستان تركيا.. لاستلام شحنة أسلحة فقتل 700 منهم.

ـ خلال الأعوام الأولى من الحرب العراقية الإيرانية.. استمر الصراع بين الحزبين بسبب ارتباطهما بأطراف إقليمية متصارعة.

– وتحولت كردستان الى ساحة للحرب بعد أن دخلت القوات الإيرانية الى منطقة نفوذ طالباني في منطقة بنجوين رغم معارضة طالباني.

– وكان مقاتلو الحزبين ينصبون الكمائن لبعضهما دون الدخول في مواجهات مباشرة.. خلال هذه المرحلة.

ـ بحلول أواسط ثمانينيات القرن الماضي.. وسيطرة الجمود على جبهات القتال في الحرب العراقية الإيرانية.. عادت المواجهات بين الطرفين.

ـ أبرم الاتحاد الوطني اتفاقا مع الحكومة العراقية العام 1984 تم بموجبه تسليح 40 ألف من مقاتلي هذا الحزب.. والعمل كحراس حدود.

– فيما رفض العديد من أعضاء الحزب الاتفاق.. وانضموا إلى غريمه الديمقراطي الكردستاني.

ثانياً: التعاون وقيام إقليم كردستان

ـ العام 1987 أعلن طالباني والبرزاني عن إقامة الجبهة الكردستانية.. مما مكن مقاتلي الحزبين من توسيع قاعدة عملياتهم.. وشن عمليات عسكرية ضد قوات صدام أكثر فعالية في مختلف أرجاء كردستان.

– حيث تمكنت البيشمركة من السيطرة على عدد من المدن مثل: رواندوز وشقلاوة.

ـ بنهاية الحرب العراقية الإيرانية 1988.. ورغم حملة الأنفال التي أدت إلى قتل الآلاف من الاكراد.. وتدمير آلاف القرى الكردية.. وتهجير أكثر من مليون شخص.

– استمر الحزبان في التعاون.. وقاما بتجميع ما تبقى من قوات البيشمركة.. وأنطلق العمل العسكري مجدداً في كردستان.

ـ بعد غزو العراق للكويت العام 1990سعى الحزبان للاستفادة من الإجماع الدولي على إخراج العراق من الكويت.

– وزادا من نشاطهما مستفدين من الجنود الأكراد الفارين من الخدمة العسكرية في الجيش العراقي.. وما يطلق عليه “الجحوش”.. (وهم مسلحون أكراد عملوا الى جانب الحكومة العراقية ضد الأحزاب الكردية).

ـ بعد هزيمة العراق في الكويت اندلعت انتفاضة آذار 1991 في جنوب العراق وشماله ضد حكم صدام.. وخلال أيام قليلة خرجت أغلب مدن كردستان عن سيطرة الحكومة العراقية بما في ذلك مدينة كركوك.

(ينبع) 1………….

ـ استعادت القوات العراقية السيطرة على كردستان بسرعة بعد إخماد التمرد في الجنوب.. بالإبادة الجماعية وتدمير المدن وحرق المزارع والبساتين الشيعية.

– وفرار مئات الآلاف من المدنيين من مدنهم خوفا من انتقام الحكومة العراقية.. وسط ظروف جوية بالغة القسوة.. ورفض الحكومة التركية فتح الحدود أمامهم.

ـ قامت فرنسا وبريطانيا وأميركا بإنشاء منطقة في كردستان.. في 23 نيسان 1991 في منطقة عرضها 15 كم على الحدود التركية العراقية.. وفي وادي نهر دجلة لمسافة 40 كم وطول 60 كم على الحدود.. بمساحة قدرها 2400 كم مربع.. كما فرضت حظراً جوياً عراقياً عليها عند خط عرض 36 شمالاً.

ـ بعد فشل المفاوضات بين الأكراد وصدام اتفق الحزبان على إقامة حكومة في الإقليم بعد إجراء انتخابات برلمانية.. وتوحيد قوات البيشمركة التي كانت تضم 80 ألف مقاتل.

– فشل الحزبان في توحيد قواتهما بسبب حرص كل طرف على السيطرة على مقاتليه.. والاحتفاظ بها رغم تشكيل قيادة موحدة.

ثالثاً: حرب الأخوة

ـ في أيار / مايو / العام 1994 اندلع قتال بين الحزبين بسبب خلاف على أرض في بلدة “قلعة دزة” فانتشر القتال إلى العديد من المدن والبلدات..

– أسفرت الاشتباكات إلى ما يقرب من 300 قتيل.. وتوقف القتال بعد أن تم التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في آب 1994.

ـ بحلول 1995 كان الحزبان يمتلكان ترسانة كبيرة من الأسلحة.. وكانا على أتم الاستعداد للدخول فيما بات يسمى في التاريخ الكردي “حرب الأخوة”.

ـ أدت المعارك والاشتباكات بين الطرفين إلى ما يقرب من ألفي شخص لقوا حتفهم من الجانبين.

– وبعد كل أتفاق لوقف إطلاق النار كانت الحرب تعود أشد عنفا وضراوة من السابق.. بعد أن يعزز كل طرف مواقعه وتحالفاته الإقليمية والمحلية.

– فبينما كان طالباني يتلقى الدعم من سوريا وإيران.. كان بارزاني يتلقى الدعم من الحاكم في بغداد صدام حسين.

ـ في 31 آب 1996 شنت قوات الحرس الجمهوري العراقية هجوماً على منطقة حظر الطيران في الشمال.. واحتلت محافظة اربيل بعد نداء للمساعدة من الحزب الديمقراطي الكردستاني.

– حيث اجبر الاتحاد الوطني الكردستاني على طلب مساعدة إيران.. وساعدت الاتحاد على استعادة معظم المناطق التي خسرها باستثناء اربيل.

ـ يبدو ان صدام حسين اخطأ من جديد.. فكان الاجدر بعد دخول قواته اربيل ان يدعم الطالباني ضد قوات مسعود البرزاني المنهارة قواته.. فجلال قريب للعراق أكثر بكثير من البرزاني.

ـ المهم أدت سلسلة هذه الخلافات إلى تشكيل حكومتين منفصلتين في شمال العراق.. حكومة بإشراف الاتحاد الوطني.. اتخذت من محافظة السليمانية مقراً لها.. وحكومة أخرى بإشراف الحزب الديمقراطي التي اتخذت من محافظة اربيل مقرا لها.

رابعاً: ما بعد الحرب:

ـ استمرت المواجهات بين الجانبين إلى أن تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين برعاية أمريكية في أيلول العام 1998.. حيث أصرت واشنطن على وقف المعارك بين الطرفين.

ـ ظل التوتر يسود الشارع الكردي لمدة طويلة.. وتركت الحرب آثاراً سلبية على المجتمع حيث قتل فيها ما بين 3 آلاف الى 5 آلاف شخص.. وتبادل الطرفان تهجير عشرات الآلاف من المدنيين.

ـ تضمن الاتفاق على مشاركة العوائد والسلطة.. ورفض استخدام شمال العراق على يد حزب العمال الكردستاني التركي ال ( ppk).

– وعدم السماح للقوات العراقية بدخول المناطق الكردية.. وتعهدت الولايات المتحدة باستخدام القوة العسكرية لحماية الأكراد من أية اعتداءات محتملة من قبل صدام حسين.

ـ في الوقت نفسه جلب تنفيذ برنامج الأمم المتحدة النفط مقابل الغذاء العوائد لشمال العراق.. بما سمح بارتفاع مستويات المعيشة.

وأصبحت كردستان العراق منطقة هادئة نسبيًا قبل أن تدخل جماعة أنصار الإسلام المتطرفة إليها في شهر كانون الأول العام 2001.. مما أدى إلى تجدد الصراع.
ـ بعد مرور ما يقرب من شهر.. قام الرئيس الأمريكي بيل كلنتون بتوقيع قانون تحرير العراق ليصبح نافذًاً.. ينص القانون على تقديم – مساعدات عسكرية لجماعات المعارضة العراقية.. بما في ذلك الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني.

خامساً: صوت واحد

ـ تعاون الحزبان الكرديان مع القوات الأمريكية قبل غزو العراق وخلاله العام 2003 وساعدا القوات الأمريكية في احتلال أغلب مدن كردستان.

ـ كما لعب طالباني وبارزاني دوراً أساسياً في إقامة “مجلس الحكم الانتقالي” وسن دستور العراق لعام 2005 النافذ.. فتراجعت خلافات الطرفين.

– كان الأكراد يتحدثون بصوت واحد خلال مفاوضات التي جرت مع القوى السياسية الأخرى لصياغة شكل الحكم والدستور.. وتقاسم المواد والسلطات.

ـ في أعقاب انتخاب جلال طالباني رئيسا للعراق العام 2005 تحسنت العلاقات بين الطرفين أكثر.. وتولى مسعود بارزاني رئاسة الإقليم.. ووقع الحزبان على اتفاقية العام 2007 من أجل تقاسم المناصب والإدارة في الإقليم.

ـ فيما عزز مسعود بارزاني سيطرته على الإقليم.. كان الاتحاد يشهد توترات وتكتلات أفضت في النهاية إلى انشقاق عدد كبير من قادته وأعضائه وتشكيل قوة سياسية جديدة.. لها حضور قوي في الإقليم.. باسم: (حركة التغيير).

ـ حركة التغيير.. وتسمى أيضاً حركة گوران.. هي عبارة عن حزب ناشط في إقليم كردستان العراق.. أسسه السياسي الكردي نوشيروان مصطفى العام 2009.. بعد استقالته من حزب الطالباني (الاتحاد الوطني الكردستاني).

ـ وحركة التغيير.. تعارض التحالف الكردستاني وتدعو لمحاربة الفساد.. ويتهمه خصومها بكسر الإجماع الوطني الكردي.. لكنه ينفي ذلك.

ـ حقق الحزب الديمقراطي الكردستاني تقدماً ثانيا في انتخابات برلمان كردستان العام 2013.. عند حصوله على 24 مقعداً.. متقدماً على حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.. وحصل على رئاسة برلمان إقليم كوردستان.

ـ في انتخابات مجلس النواب العراقي حصل على 9 مقاعد.. وأصبح لديه عضو نائب ثاني لرئاسة مجلس النواب العراقي.. وهو الأمر الذي غيرً من طبيعة التحالفات السياسية في الإقليم.

ـ اضطر الاتحاد الوطني إلى التحالف مع الديمقراطي الكردستاني للحفاظ على ما تبقى من قاعدته في الشارع الكردي.. لمواجهة منافسه الجديد الذي أخذ منه جزءاً كبيراً من قاعدته الشعبية وفي معقله التاريخي.

ـ أصيب جلال طالباني بجلطة دماغية العام 2012.. وغاب عن المشهد السياسي العراقي والكردي.

– ومنذ ذلك الحين يعيش الاتحاد صراعات على النفوذ بين عدد من الأجنحة.. مما أضعف حزبه أكثر.. وزاد نفوذ زوجة طالباني هيرو أحمد وأبنائها على مفاصل الحزب.

ـ شكلت الأحزاب الثلاثة (الديمقراطي.. والاتحاد الوطني.. والتغيير).. حكومة الإقليم العام 2013 مع منح رئاسة البرلمان لحركة التغيير.. لكن شهر العسل لم يعمر طويلاً.. فبرزت الخلافات على السطح.

– مع سيطرة حزب البارزاني على نفط الإقليم.. وإيقاف حكومة بغداد دفع مخصصات الإقليم الشهرية.. البالغة مليار دولار شهرياً منذ أوائل 2014.

– ومع تراجع أسعار النفط عالمياً.. عجزت حكومة الإقليم عن دفع رواتب مليون ونصف مليون موظف لديها.

سادساً: خصم جديد

ـ تدهورت العلاقة بين الحزب الديمقراطي وحركة التغيير بعد مقتل 3 من أنصار الديمقراطي على يد أنصار التغيير خلال مظاهرات احتجاج على عدم صرف مرتبات الموظفين.. فرد الديمقراطي بإغلاق البرلمان.. ومنع وزراء التغيير من دخول اربيل.. فاتجه الاتحاد إلى فتح باب المفاوضات مع التغيير.

ـ في بداية العام 2016 أعلن الاتحاد الوطني عن إنهاء اتفاق 2007 مع الديمقراطي الكردستاني.

– وفي أيار من ذات العام أعلن عن التوصل إلى اتفاقية مع حركة التغيير تحت اسم “اتفاق الشراكة” لخوض انتخابات العام 2017 في قائمة واحدة.. وبالتالي بزرت مجدداً إمكانية وضع نهاية لسيطرة الديمقراطي على السلطة في الإقليم.

سابعاً.. الاستفتاء.. والعودة الى حرب الإخوة:

(يتبع2)

ـ الحرب على داعش في العراق أجل انفجار الخلافات بين الطرفين.. لكن مع اقتراب انتهاء الحرب في العراق.. والأزمة الناجمة عن إجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم.. واستفحال الخلاف بين اربيل وبغداد.. عادت الحرب الإعلامية بين الطرفين وسط مخاوف في الشارع من إمكانية تحول الخلاف الى مواجهات واقتتال.

ـ بعد إجراء الاستفتاء في 25 أيلول 2017.. في أجواء رفض تام لبغداد له.. ورفض دول العالم لإجراء الاستفتاء.

– جاءت مباغتة الحكومة العراقية بفرض النظام على كركوك.

– وتعاون بعض قادة الاتحاد الوطني والبيشمركة مع القوات العراقية في كركوك.

– وتقرب بعض أجنحة الاتحاد خاصة الذي تقود أسرة طالباني الى بغداد.. وترك حليف أيام الرخاء.. مسعود بارزاني.. لوحده يواجه عزلة داخلية.

– وخسارة كل المناطق المتنازع عليها.. ونفط كركوك.. والمنافذ الحدودية.. وعزلة دولية وإقليمية محملين إياه مسؤولية الأزمة الحالية.

ثامناً: آفاق المستقبل:

ـ أجواء المستقبل القريب.. قابلة لانشطار الحزبين.. الأول : الاتحاد الوطني.. فبالرغم من تأسيس القيادي برهم صالح في الاتحاد الوطني كتلة انتخابية جديدة باسم: (التحالف الوطني للديمقراطية والعدالة).

– فإن القيادي الآخر ملا بختيار أعلن عدم حضور اجتماعات الاتحاد الوطني إلا بعد عودته موحداً.. وطرد العناصر التي (خانت الحزب) وتعاونت مع حكومة بغداد في دخول قوات الأخيرة لكركوك (على حد تعبيره).. لكن الحالة استقرت.. ولم يعد الحكم في كركوك بيد الاكراد.. بل بيد الحكومة المركزية.

ـ بالمقابل يبدو إن قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني لن تبقى على حالها.. فإن سيطرة بغداد على المناطق المتنازع عليها.

– قد أدت الى ضعف الحزب وشلل حكومة اربيل.. وموضوعة الانشقاقات في هذا الحزب قائمة.. وقد تتأخر قليلاً.

– هكذا ستكون الأوضاع تنافسا سياسياً شديداً.. وصراعاً إعلاميا واسعاً.. بين سياستين مختلفتين.. ليس بين حزبين فقط.. بل بين فريقين.

الفريق الأول:

ـ قائم على حل الحكومة.. وتشكيل حكومة جديدة.. ومشاركة حقيقة لكل الأحزاب الكردستانية فيها.. والتعاون مع الحكومة الاتحادية.. ويمثل هذا الاتجاه: قيادة الاتحاد الوطني برئاسة هيرو أحمد وبافل الطالباني.. إضافة الى حركة التغيير.. والجماعة الإسلامية.. وقد ينظم إليها فريق من الحزب الديمقراطي المعارض لسياسة مسعود المتشددة تجاه حكومة بغداد.

الفريق الثاني:

ـ يتكون من الحزب الديمقراطي الكردستاني.. والاتحاد الإسلامي.. وفريق من الحرس القديم من الاتحاد الوطني.. المؤيد لسياسة مسعود البارزاني.. الذي ستستمر في سياستها هذه.. حتى لو اتفقوا مع بغداد.

ـ يستمر الصراع والتنافس بين الحزبين.. والتنافس الاخر بين الاحزاب الاسلامية وحزب برزاني.

– ما افقد الحزب الديمقراطي الكردستاني بريقه وقوته الشعبية.. بقيادة العناصر الشابة من عائلة البرزاني.. والفساد الكبير الذي تعيشه مؤسسات الاقليم.. وازمة رواتب موظفي الاقليم.. الذين يعتاشون على رواتبهم من الحكومة الاتحادية.. التي اذا انقطعت ليس لهم من معيل!!

ـ بالمقابل توسعت قاعدة وجماهير الاتحاد الوطني الكردستاني في صفوف الشباب في اربيل.. لتشكل منافسة لحزب برزاني.. الذي ضعف كثيرا بعد فشل استفتائه لتقرير المصير.. زادتها ازمة جائحة كرورونا.

بقي أن نقول:

– ان صراع الحزبين الكرديين.. والتنافسات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاحزاب الكردية الاخرى ستستمر كجزء من التنافس للتوسع على حساب الحزب مناطق وجماهير الحزب الديمقراطي الكردستاني بشكل خاص !!

ـ وعلى الرغم من الخلافات الكبيرة بينهما.. إلا أنهما توحدا لضرب تظاهرات السليمانية المطالبة برواتبهم وحقوقهم المشروعة.. وقمعها بشتى الوسائل.. لآن مصالحهم ستتضرر.

ـ فالسلطات الأمنية في “السليمانية” قامت باعتقال العشرات من المواطنين في مناطق: “سيد صادق وكرميان ورابرين”.. بتهمة المشاركة بالتظاهر.

ـ كما إن السلطات الأمنية وميليشيات الأحزاب استخدمت القوة المفرطة والوحشية للقضاء على التظاهرات المطالبة بالحقوق المشروعة.. وهو ما أدى إلى تراجع زخم الاحتجاجات في السليمانية.

ـ والمعلوم ان مدينة السليمانية.. لأكثر من أسبوع.. اوائل كانون أول / ديسمبر / 2020 تظاهرات واحتجاجات كبيرة.. سقط خلالها العشرات من الشهداء والجرحى.. فيما قام المئات من المتظاهرين بحرق المقرات الحزبية في عدد من أقضية المحافظة.

ـ الا ان ذلك الصراع بين الحزبين سيتوسع خاصة داخل السليمانية بدخول فريق ثالت هو (حركة التغيير).. التي تتوسع جماهيراً وشبابياً من قبل اهالي السليمانية.. خاصة بغياب القادة التاريخيين في السليمانية.. وستكون قوة المستقبل الجماهيرية في ادارة السليمانية والمشاركة القوية في ادارة الاقليم مستقبلاً!!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *