بحثاً عن عقد قيمته المالية أعلى ، غادر اكثر من لاعب واعد صفوف فريقه غير الجماهيري في بطولة دوري اندية العراق لفرق الدرجة الممتازة لكرة القدم .. ولان قرار الانتقال لم يكن مدروساً على نحو جيد فقد خسر اللاعب الواعد في فريقه الجديد فرصة اللعب أساسياً بذرائع شتى منها انه يحتاج الى وقت للتاقلم مع الوضع الجديد او لان المدرب يحتفظ به كورقة رابحة لمدة زمنية قد تمتد الى اكثر من ساعة ، او لان زميله الذي يلعب في مركزه في الفريق الجماهيري له الاولوية في حسابات مدرب الفريق .. الامثلة كثيرة محمد داود وهو رئيس سابق لمنتخب العراق لفئة الناشئين تألق كثيراً في صفوف فريق النادي النفط ، وكان لاعباً محورياً في كل مباريات فريقه في الدوري ، ولكنه قرر على نحو (مفاجىء) الانتقال الى صفوف فريق نادي الشرطة المتخم ب(نجوم) الدوري ، وحاول ناديه النفط ان يقنعه بالبقاء ، ولكنه رفض تماما عرض فريقه ، وضغط داود على ادارة نادي النفط بالتغيب عن تدريبات الفريق ليرغمها بالاستغناء عنه ، وهو الان مجرد رقم في فريق نادي الشرطة وفقد مكانه في منتخب العراق الوطني.. وسلك محمد قاسم الدرب ذاته عندما كان لاعباً بارعاً في صفوف فريق نادي القوة الجوية قبل ثلاثة مواسم ، وحاول بشتى الوسائل مغادرة فريقه ليتجه الى فريق نادي الشرطة ، واضطرت ادارة الصقور منح محمد قاسم كتاب الاستغناء عن خدماته رغم ان القوة الجوية كان بأمس الحاجة اليه ، وفقد قاسم جزءاً كبيراً من حيويته ونشاطه في فريق نادي الشرطة ، كما انه لم يعد له مكان في قائمة المنتخب الوطني ، ليعود (نادماً) لصفوف فريق نادي القوة الجوية في هذا الموسم ، ويحاول قاسم من جديد استعادة بريقه .. ونتيجة قرار متسرع فقد الدولي احمد سرتيب فرصة الاستمرار في اللعب مع فريق نادي الزوراء ، وعاد الى اربيل منصة انطلاقه .. احمد فرحان نموذج اخر من اللاعبين الذين تسرعوا في اتخاذ قرار مهم بترك فريق نادي نفط البصرة والانتقال الى فريق نادي الشرطة ، ولعل مشهد نزوله ارض الملعب في احمد فرحان نزل احتياطيا لمحمد داود مع الشرطة امام النفط في الوقت بدل الضائع ، يختصر الكثير من الكلام بصدد وضعه الحالي ، اذ لم يلمس الكرة ، واعلن حكم المباراة عن نهاية اللقاء بعد دقيقة واحدة ، واحمد كان اللاعب (المدلل) في صفوف فريقه السابق نفط البصرة ، ويلعب كل دقائق المباراة في اغلب الاحيان .. هذه الامثلة تجسد على نحو واضح (عدم) حرص اللاعب الواعد على ادارة عمله الرياضي على نحواحترافي ، وكذلك عدم قدرة ادارة النادي الرياضي على التحكم بخيارات لاعبيها البارزين اما لخلل في عقد اللعب او عدم اكترات النادي لحاضر ومستقبل نجومه الصاعدين .

لا يمكن ان نعمم فكرة ان جميع الانتقالات غير صحيحة او كل قرارات اللاعبين الواعدين غير مدروسة ، لان المجازفة مطلوبة ايضاً احياناً ، ويبقى تطلع اللاعب الى مستقبل افضل ، حق مشروع ، ولكن بحسابات صحيحة ، اذ ان العــمر الرياضي للاعب لا يتعدى العشر سنوات في احـسن الاحوال ، و لا يتحمل الكثير من المغامرات.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *