تعتمد ديمومة الحياة البشرية على المساهمة الإنسانية في مجالات الحياة المختلفة فلا استمرارية للوجود بدونها، وهذه المساهمات تتنوع وتتوزع وفقاً للاختصاصات العلمية والفنية والاجتماعية والامنية وغيرها سواءً كانت سلبية ام إيجابية وبكل معانيها وفقاً لمبادئ الشمولية لها.

كما ان الارتقاء المجتمعي ينمو في ظل مفاهيم تتشارك في صياغتها العقول البشرية التي اعتنقت حب الإنسانية السمحاء بتجرد تام.

بالمقابل فهناك العقول الهدامة التي اختارت طريق الاجرام او العشوائية وغيرها من المسميات السائدة في أجواء الانحرافات الفكرية والنفسية، ولعلنا اذ نبحث في هذا الموضوع فأننا امام كم هائل من القضايا التي اُثيرت او لم تُثار لحد الأن لحراجة محتواها ضمن السياقات الاجتماعية والإنسانية.

فلو بحثنا في بعض قضايا من هم في السجون والذين ارتكبوا اعمالاً إجرامية يُعاقب عليها القانون لوجدناها قضايا شائكه ومعقدة ومتداخله فيما بينها، ولكن عند البعث في أساس تلك القضايا فأننا سنصل الى مساهم ودافع ومحرض كان له الدور الأكبر في نشوء الحدث الاجرامي، أي ان المجرم قد انتهى دوره عند القبض عليه ولكن بقى من هو العقل المدبر والمخطط والمسيطر الذي سيؤهل العشرات غيره.

هذا الشخص الخفي والمجهول يُعتبر هو الخطر الأكبر واساس الافساد الدائم للمعايير والقيم الأخلاقية.

والعلة هنا تكمن بأن تحديات هؤلاء كثيرة وكبيرة مستغلين بذلك الغطاء المالي او الاجتماعي او الديني او النفوذ، فالكثير من مروجي آفة المخدرات تكمن خلفهم سلسلة طويلة وصولاً الى الرأس المتمكن الذي يعمل بعقل القائد الاجرامي (وهو اخطر أنواع القيادة).

كما ان عمليات الخطف والسطو والسرقة التي يرتكبها بعض الاحداث او الشباب الناشئ ما هي الا أفعال مخطط لها مُسبقاً من تجار كبار يُعرفون بـ(تجار الاجرام).

اذاً ووفقاً للمصطلحات المذكورة فأن أي حالة شاذة او منحرفة داخل المجتمع لا بد لها من عقل مدبر ومؤسس وداعم وهذا ينجر بطبيعة الحال الى الأمور الأخرى التي ظهرت فجأة في المجتمع ولم يتم تصنيفها ضمن أي من المفاهيم المتعارف عليها.

لذلك فأن ما نشهده اليوم من بعضاً من هذه الحالات المنفرده مثل تبادل الزوجات وزواج المثليين واجبار الزوجه او البنت على البغاء والتي تروج لها بعض مواقع التواصل الاجتماعي التي تُعتبر مساهمةً بشكل مباشر في تنشيط هذه الأفكار لدى ضعاف النفوس ليصبحوا ضحايا يحملون صفة الاجرام ومنبوذين من المجتمع.

فاليوم نحن بأشد الحاجه الى تطهير البلاد من شرورهم واجتثاثهم من مجتمعنا والامر لا يقتصر على من هم داخل البلد وانما يتعداه لمن هم خارجه ليبثوا سمومهم على أبناء بلدهم من اجل غايات متعددة يدخل الحقد والربح المادي في مقدمتها.

لذلك نحتاج الى جهود وطنية مشتركة لمحاربة هؤلاء كلاً من موقعه ومسؤولياته لينعم العراق بالاستقرار الأمني والاجتماعي في ظل تكاتف شعبي ووطني دائم.

{ لواء إستاذ مساعد دكتور

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *