التقيتهما يوماً
قادتنا الصدفة تحت ظل خارطة الوطن
لم يكن لقاءا ذا معنى
بل كان اقرب للعبث
ولم نتوصل الى تقرير المصير
جلسا بلا كلام
ولاتبادل نظرات
وكانهما لايتواجدان أصلاً
فحاضري وماضيي لا يتحاوران
ولا يناقشان
وكل ما يفعلان
يستطلعان الطريق
ولا ينبسان بام شفة
وحين حل المساء
افترقنا
وهمس الحاضر في اذني:
سياتي غداً بالتاكيد
وكررها ماضيي العتيد
وصرخ براسي شيء عنيد:
بالله عليكما اليس فيكما رشيد؟!
واشتدت وطأت النقاش
وكل منهما بعناده يزيد
احسست انهما لا احد منهما يعرف ما يريد
وعلا الصياح والصراخ وكلاهما للاخر يكيد
وبعد معركة من الصراخ
وتبادل الشتائم
عادا الى سابق عهدهما
كل ينظر الى جانب
وعاد الصمت سيد الموقف
حتى شجارهما كان ضربا من العبث
نفذ صبري وهدوئي الذي كان كالجليد
مابكما؟
متى منكما استريح؟
بالله اخبراني ما سبب جلوسكما ها هنا؟
الى متى ستبقيان هنا؟
انفجرا بصوتهما المليء باليأس
نحن بانتظاره
نعم فنحن بانتظار (غودو)