الكاتب سمير داود حنوش
المتتبع لنشرات الأخبار في الفضائيات العراقية التي تتوحد في مضامينها وتتشابه في العناوين، يلاحظ أن تصريحات وتهديدات وصدقات وزير المالية ورئيس مجلس وزرائه (حفظهم الله جميعاً) وهي عبارة كانت تُذكر بعد أسم صدام حسين لكي لايتعرض الذاكر إلى عقوبة الويل والثبور من السلطة، قد تلاشت هذه التهديدات أو إنعدمت أو ذابت ولانحتاج إلى ذكاء (متفلسف) لنستنتج أن أسباب هذا التلاشي هو صعود أسعار برميل النفط في الأسواق العالمية إلى معدلات غير متوقعة فاقت التوقعات، وبمعدلات حسابية بسيطة نستحصل أن الزيادة في الموارد النقدية قد تضاعفت ربما إلى الضعف عما كان مقرراً من أحتساب سعر البرميل في موازنة 2021 ولا نبالغ إذا قلنا أن موازنة إضافية من العائدات الفائضة قد أصبحت في خزائن الحكومة المركزية.
ربما سيتبجح البعض بأن هذه الزيادة تأتي لسد العجز الحاصل في الموازنة وكأنه يدين نفسه إلى أن المواطن الفقير الذي خدم في مؤسسات الدولة لأكثر من (25) سنة براتب تقاعدي لايكفي حفاظات لأبن المسؤول أو حفيده سبب العجز وليس رئيس الجمهورية غازي عجيل الياور الذي تقاعد بعد خدمة أشهر من كرسي رئاسة الجمهورية بأكثر من (60) مليون دينار عراقي وغيره من مسؤولين ووزراء ورؤساء وزراء وغيرهم ورغم هذا فأن الحكومة بعناوينها وشخوصها يتبعون سياسة (التغليس الشديد) مع العلم أنه لو كان العكس أي إنخفاض سعر برميل النفط لرأينا الصراخ والعويل والتهديد بعدم أمكانية توفير راتب أو خطابات رنانة تدعو إلى ضرورة الأقتراض لسد حاجة البلد.
ويقال والعُهدة على القائل أن خزائن البنك المركزي اصبحت مليئة بالأوراق الخضراء أي الدولار بفعل أرتفاع أسعار النفط وسعر الدولار والجميع (يأكل ويوصوص) ويذكرنا بالمثل الشعبي الذي يقول (بخيرهم ماخيروني… وشرهم عمّ عليه) وهكذا سيظل الشعب فقيراً يترقب بورصة النفط بصعودها ونزولها ليس لكي تزدهر حياته وينتعش وضعه وتتحسن مفردات البطاقة التموينية أو تشغيل العاطلين أو أفتتاح مصانع جديدة أو كسوة اليتامى والأرامل أو حتى مبادرة من حكومتنا إلى توزيع حصة من واردات هذا النفط لكل مواطن على أعتبار أن النفط ملك الشعب كما يقول الدستور (معاذ الله) بل لكي تتفضل هذه الدولة وتمّن على موظفيها والمتقاعدين بالراتب المنهوب سلفاً على خدمات الكهرباء والماء والغلاء للموظف المسكين.
فيا أيها الشعب أطمئنوا فالراتب متوفر هذه الأيام مادامت أسعار النفط في أرتفاع أما إذا حدث العكس في الأشهر القادمة (فانتوا وحظكم) وإذا إنخفض النفط (تعذرونه..ماكو راتب) وسلامتكم.