لا تتضح رؤية اي حكومة ما لم يمر وقت زمني على تسلمها الحكم عندها يكون التقييم اكثر شفافية من خلال متابعة القرارات والوعود التي الزمت نفسها بها.
وبعد مرور الوقت المناسب لعمر الحكومة يمكن تحديد اخفاق الدولة وتوجيه النقد لكن في العراق يستبق ابناء الشعب الاحداث وتتكون في مخيلتهم رؤية سرعان ما تكون هي الحقيقية الا وهي كشف زيف الحكومات ويرددها الشباب في المقاهي بكلمات باعلى اصواتهم ( بس وعود ).
سؤال يطرح نفسه لماذا اغلب الحكومات التي تعاقبت على الحكم تطلق حملة وعود وهي لا تقوى على معاقبة موظف او مدير دائرة فاسد سرق المال العام بل يتمرد الفاسد على الدولة نفسها ويحتمي بعصابات يجندها من المال العام المسروق ويصبح صاحب كبرى شركات واعمال والمواطن يتلوى جوعا.
حصص للمناصب في كل وزارات الدولة حسب طلب الاحزاب المتقاسمة للسلطة ولا يأتي بشخص غير ذلك لابسط الوظائف ان لم يكن تابع لاحد المسؤولين التابع الى جهة ايضا.
وهم الاصلاح تعيشه حكوماتنا دون ان نلمس اي تغير حقيقي على ارض الواقع فالقيادة الناجحة تحسم الامور من اول خطوة بمحاسبة والتبرء وطرد كل مسؤول فاسد مهما كانت صفته لا المجاملة وتمشيه الامور وتوزيع مغانم لارضاء اطراف حاشية حزبية.
لا يريد الشعب سوى حقوقه وامواله التي سرقت من فاسدين وحكومة مناصرة للشعب لا لارضاء الاحزاب وحاشيتها بل ان الشعب يطمح في ان تكون لديه دولة تنفذ طموحاته وتنقذه من الانحدار في عديد مفاصل الدولة والمجتمع.
فحكوماتنا ما زالت تعيش وهم الاصلاح وسرعان ما تفيق بعد فوات الاوان وتنتهي ولاية حكومة وتمحى معها كل ملفات الفساد دون حساب وكأنما مكافأة نهاية الخدمة للسراق.