من الملفت للنظر هو ان مجتمعنا يعاني اما من مستوى هابط او هبوط في المستوى والاثنان في نفس المصب يصبان. فلو كان ذوو المستوى الهابط لهم خبرة ودراية ومعرفة وألمام وثقافة لما وصلوا لما هم عليه الآن. لان الثقافة والمعرفة بمثابة حصانة للانسان وأن دفعت بهم فنحو الأمام.ومن اهم اسباب عزوف الطلاب عن الالتحاق بالمدارس الأنجرار وراء لقمة العيش او الاكتفاء بالبقاء بالبيت هو صعوبة المناهج الدراسية. اذن ما جدوى مواد دراسية لايفهمها الطالب ولا يصل المراد منها والاستفادة كما هو المطلوب. ما فائدة مواد متشعبة وصفحة مكتظة بالمعلومات والأهل لا يستطيعون شرحها او ربما حتى فهمها وبالتالي كيف لنا ان نحقق التوازن في العملية التربوية ما بين الحصول على ان يكون الطالب ملما بمادته عارفا بما بين السطور والنجاح المترتب يكون ليس على اساس فقدان كم كبير من الجهد والوقت والتعب النفسي المستمر حتى بعد نهاية عام. نحن لسنا مع أن تكون المواد سهلة دون غاية او مبرر بل ان تكون شاملة وهامة وسلسة وفي حيز عمر الطالب وضمن عقليته وفكره وليست عابرة لمستواه باكثر من أعوام. كما نراه اليوم فالجميع يشتكي سواء الطالب او الأهل وحتى المعلم بسبب صعوبة توصيل المادة ناهيك عن البعض الذي يكتفي بالأشارة للطلاب بالاستعانة بالملازم او الدروس الخصوصية التي اصبخت جزء اساسي ومهم في حياة الأغلبية. نحن في زمن غياب الحلول مع كثرة المشاكل. وهذه المشكلة كثيرون تطرقوا لها ولكن لا حل إذ أن وزارة التربية على قناعة تامة بان هذه المواد هي مستمدة شرعيتها من كونها جربت على مجموعة من الطلاب في مدارس لانعرف اين تقع ولا من هم الذين خاضوا تلك التجربة. وهل نسوا او تناسوا ان المستويات مختلفة بين هذه المجاميع. وبغض النظر عن ذلك فاليوم ما وصلت إليه الدراسة بمختلف صنوفها من نتائج هي أثبات لفشل تلك المواد والجدير بالوزارة إعادة النظر ووضع خطة جديدة واحاطة بكل ما هو مهم ومفيد على نحو آخر لتحقيق الهدف المرجو من ذلك. أعادة بناء الطالب هو أعادة بناء الأنسان وبالتالي أعادة بناء المجتمع.