لم‭ ‬يخطر‭ ‬ببال‭ ‬المفكر‭ ‬العربي‭ ‬محمد‭ ‬عابد‭ ‬جابري‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬مزامنه‭ ‬هشام‭ ‬جعيط‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬الدراسات‭ ‬الفلسفية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬انهما‭ ‬توجها‭ ‬الى‭ ‬ذات‭ ‬حلقات‭ ‬اللاهوت‭ ‬،‭ ‬وهكذا‭ ‬بدا‭ ‬الامر‭ ‬بالنسبة‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬المجددين‭ ‬في‭ ‬ميزان‭ ‬البحث‭ ‬الفقهي‭ ‬الاسلامي‭ ‬د‭. ‬كمحمد‭ ‬شحرور‭ ‬ومحمد‭ ‬ارگون‭ ‬والدكتور‭ ‬زين‭ ‬العابدين‭ ‬واخرين،‭ ‬الفلسفة‭ ‬تعريفا‭ ‬هي‭ ‬بحث‭ ‬عن‭ ‬الجوهر‭ ‬وبحث‭ ‬عن‭ ‬الاستدلال‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬المنبع‭ ‬الاول‭ ‬الذي‭ ‬ساعد‭ ‬في‭ ‬نهضة‭ ‬اوروبا‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬نهضة‭ ‬العالم‭ ‬باسره‭. ‬لقد‭ ‬غذت‭ ‬وانعشت‭ ‬الفلسفة‭ ‬الغربية‭ ‬التفكير‭ ‬ومهدت‭ ‬لنتحرر‭ ‬الانسان‭ ‬من‭ ‬سطوة‭ ‬اللاهوت‭ ‬واساطير‭ ‬الماضي‭ ‬وخرافات‭ ‬الخلق‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وساعدت‭ ‬الفلسفة‭ ‬في‭ ‬تفعيل‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬الجامعي،‭ ‬حتى‭ ‬وان‭ ‬جاء‭ ‬الامر‭ ‬على‭ ‬ايدي‭ ‬النخبة‭ ‬،‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬وصفت‭ ‬بالبيروقراطية‭ ‬تارة‭ ‬،‭ ‬وربما‭ ‬بالبرجوازية‭ ‬الاولى‭ ‬اترك‭ ‬اخرى،‭ ‬لكن‭ ‬مسارات‭ ‬العلوم‭ ‬ارتبطت‭ ‬بالنخبة،‭ ‬تلك‭ ‬النخبة‭ ‬التي‭ ‬وصفها‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني‭ ‬تشرشل‭ ‬بقوله‭: ‬انه‭ ‬لاهون‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬نــُحتلّ‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬تقتل‭ ‬النخبة‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬،‭ ‬فالنخبة‭ ‬هم‭ ‬الفلاسفة‭ ‬والاكاديميون‭ ‬والمتحدثون‭ ‬والشعراء‭ ‬والفنانون‭ ‬وعشاق‭ ‬الفكر‭ ‬والوعي‭ ‬والنغير،‭ ‬انهم‭ ‬عقل‭ ‬كل‭ ‬امة‭ ‬وملاذ‭ ‬كل‭ ‬صيرورة‭ ‬وبهم‭ ‬تفتتح‭ ‬عصور‭ ‬النور‭ ‬،‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬احد‭ ‬نشطاء‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬اميركا‭ : ‬لا‭ ‬تطلقوا‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬الحناجر‭ ‬التي‭ ‬تنادي‭ ‬بالحرية‭ ‬فان‭ ‬الله‭ ‬يكمن‭ ‬فيها‭ . ‬والاكثر‭ ‬جدلا‭ ‬وعسرا‭ ‬هو‭ ‬موت‭ ‬الاباء‭ ‬،‭ ‬او‭ ‬ضرورة‭ ‬قتل‭ ‬الاباء‭ ‬والذي‭ ‬يعبر‭ ‬عنه‭ ‬الفيلسوف‭ ‬العربي‭ ‬احمد‭ ‬البرقاوي‭ ‬على‭ ‬انه‭ ‬قتل‭ ‬المفاهيم‭ ‬جميعها،‭ ‬في‭ ‬وصف‭ ‬للانقضاض‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬تقليدي‭ ‬وبائد،‭ ‬وغير‭ ‬ذي‭ ‬جدوى،‭ ‬ومما‭ ‬يعزز‭ ‬قوة‭ ‬التفكير‭ ‬الانساني‭ ‬هو‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬الفلسفة‭ ‬مادة‭ ‬دراسية‭ ‬لدى‭ ‬الجيل‭ ‬المتعلم‭ ‬الاول‭ ‬وذلك‭ ‬لاكتساب‭ ‬القوة‭ ‬المعرفية‭ ‬ولتنمية‭ ‬الادراك‭ ‬لدى‭ ‬الفرد‭ ‬حول‭ ‬ضرورة‭ ‬التفكير‭ ‬المجرد‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيجعل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬توجه‭ ‬فكري‭ ‬معيارا‭ ‬للتقدم‭ ‬والنهضة‭ ‬اللـتان‭ ‬تتطلع‭ ‬اليهما‭ ‬جميع‭ ‬الامم‭ ‬والشعوب‭ ‬

اريزونا‭ ‬

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *