لكِ أن تصرُخي
مادام النهار لم يحتفل
بالشمس بعد ..
أن تُغني بحنجرةِ اليمام
قبل الغرق
في قلب البحر
بموجة
لكِ أن تنأي
عن رقرقة الدمع
من عيون هذا الليل
الذي لا يحتفي سوى بالبكاء
طالما ينام الضحك
على أرصفة الشتاء
بلا أحلامٍ دافئة
أدخري و لو قليلاً من
فرح المصابيح
قبل أن تنطفيء تأوهات
النجوم
و يرحل الحب
بكل عذاباته الماتعة
تؤجج عتمته
نار الخواء الرجيم
في كهوفٍ رطبة
بثرثرةِ الخفافيش
لكِ كل ما ينبغي
للياسمين
و اغاني الدراويش العتيقة
كلما فاض المجاز
برائحة الوطن الجميل
لكِ أن تعانقي
الحزن قبل رحيل الشغف
و بكاء المطر وحيداً
في العراء
بينما ينبغي لكِ
كل هذا الجنوح
كوني بحكمةِ ( زنوبيا )
مُقيدة بسلاسل من ذهب الجنون
بفخامة السُم النبيل
قبل الخلود
و اشتعال الوجد الغزير
في حناجر ليل الغرباء
يكفيكِ من اللهفة
أن تفتحي ذراعيكِ للريح
أمام مهابة الخلاص
المترف بالأغنيات المالحة
بعيداً
عن زيف المرايا
في ليل الحب اللقيط
أمام و جه الخراب