من الخطأ التصور بأن القادة والمسٶولين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لايأبهون لما يحدث ويجري في داخل إيران من مظاهر شعبية تعبر عن رفض وکراهية الشعب الايراني للنظام خصوصا بعد أن باتت ترافق هذه المظاهر الاحتجاجية الرافضة للنظام عمليات ونشاطات سياسية ـ حرکية ـ ثورية لوحدات المقاومة ضد النظام في سائر أرجاء إيران والتي وصلت الى حد السيطرة على أکثر من عشرين قناة تلفازية ومحطة إذاعية وبث شعارات معادية للنظام وکذلك بث شعارات معادية للنظام من من مكبرات صوت سوق رضا في مشهد تم إختراقها أيضا من قبل وحدات المقاومة في ساعات الازدحام القصوى کما حدث نفس الشئ في مدن وأماكن مختلفة، ابرزها شهر ري ومهرشهر كرج وفرديس كرج وسراسياب كرج، الى جانب إن الشباب الايراني قد إستغلوا مناسبة الذکرى ال43 للثورة الايرانيـة بإطلاق هتافات”الموت لخامنئي”و”التحية لرجوي” وغيرها من الشعارات المضادة للنظام من فوق أسطح المازل.
هذه المظاهر والنشاطات الرافضة للنظام الايراني حملت معنى ومغزى عميقا جدا ولاسيما وإنها قد تزامنت مع الذکرى الثالثة والاربعين للثورة الايرانية، حيث کانت الإحتفالات الرسمية التي أقامها النظام هذه السنة قد جسدت وبينت واقع ضعفه وإنطوائه على نفسه، وذلك يعني فيما يعني بأن الثورة الايرانية مثلت وتمثل ضمير الشعب الايراني والمقاومة الايرانية ولايمکن أن تعبر أو تمثل شيئا لنظام أفرغ هذه الثورة من مبادئها وأهدافها الانسانية النبيلة وجعلها ذات مظهر ديني مشبوه،
المرشد الاعلى للنظام الايراني، ومن ورائه النظام، تابعوا ويتابعون هذه المظاهر والنشاطات بمنتهى التوجس والقلق ولاسيما وإن الشعب والمقاومة الايرانية قد أصبحوا يتخذون شکلا ونمطا هجوميا ضد النظام، وهذا ماقد أصاب خامنئي قبل غيره بقلق عميق جدا أجبره على أن يحذر في خطابه الاخير القادة والمسٶولين في النظام بالقول إنه من غير الممكن البقاء في موقع دفاعي، مشيرا الى ان “العدو يهاجم وعلينا أن نهاجم أيضا”، وهو بذلك يضع مظاهر رفض ومعاداة الشعب الايراني له ولنظامه في ميزان الاعداء کما إنه يثبت أيضا فشل النظام في إحتواء الموجة الثورية المعادية للنظام، لکن الذي يجب التساٶل عنه هنا والبحث فيه هو؛ مالذي يقصده خامنئي بتعبير”وعلينا أن نهاجم أيضا”، حيث إنه هذا النظام ومنذ بداية قيامه کان يهاجم الشعب والقوى السياسية الرافضة له وفي مقدمتها المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق ويستخدم کل مالديه من عنف وقسوة مفرطة دونما أية رحمة وشفقة، والسٶال هو: مالجديد الذي سيستخدمه خامنئي في هجومه ضد الشعب والمقاومة الايرانية هذه المرة؟ وأين ومتى وکيف يهاجم؟ ذلك إن النظام الايراني وطوال ال43 عاما المنصرمة لم يتوقف عن هجماته القمعية التعسفية على الشعب والمقاومة الايرانية!