بعد نيل منتخبنا الشبابي بطاقة التأهل الثانية لكأس آسيا للشباب عن المجموعة الاولى وبفارق الاهداف عن اندونيسيا ، اوقعتنا القرعة مع متصدر المجموعة الثانية الفريق الايراني القوي والصعب.

نتمنى ان ينجح منتخبنا في اجتياز الحاجز الايراني والوصول الى المربع الذهبي وخطف بطاقة التاهل الى كاس العالم المقبلة للشباب، لاسيما وان المشاركة الاخيرة بالمونديال الشبابي كانت لنا في عام 2013 بمنتخب اثيرت عليه اكثر من علامة استفهام بالرغم من انننه حصد المركز الرابع ، لكن نفس العاناصر فشلت في بلوغ مونديال 2014 و 2018 و 2022.

لكن الأمنيات تخلف عن الواقع ، لان مجريات المباريات الثلاثة في البطولة الاسيوية الحالية للشباب لم تكن منطقية واشرت ضعف البناء الفني للفريق ، بالمقارنة مع فترة الاعداد الطويلة والمشاركات العديدة في البطولات المحلية والاقليمية والقارية وكذلك الدخول بمعسكرات تدريبية متواصلة داخلية وخارجية طيلة السنتين الاخيرتين وبوجود كادر تدريبي شاب وبعدد كبير تم اختياره من قبل المدرب .

عندما نتحدث عن المدربين العراقيين الشباب وامكانياتهم الذهنية والفنية المحدودة فاننا لا نستهدفهم او نسعى الى تسقيطهم من اجل استلام المهمة بدلا عنهم او الترويج لاسماء مدربين على انها الافضل وان لهم القدرة على صنع المستحيل .

بل اننا نبحث عن حلول منطقية منها تسمية كوادر اجنبية جديدة قادرة على احداث تغير ايجابي في فكر لاعبي منتخبات الناشئين والشباب وصولا للمنتخبات الوطنية ، لاننا مملنا من فكرة تجريب وتدوير مدربينا الذين حصلوا على فرص حقيقية مع كل المنتخبات لاسيما النجوم منهم.

مشلتنا تكمن في انه في السنوات العشر الاخيرة افتقدنا لمدرب ناجح يصنع لنا جيلاً كرويا يشاد له بالبنان ، وان الاتحاد العراقي خلال كل هذه الفترات يتحمل مسؤولية هذه التسميات التي شابت على اغلبها المجاملات .

لذلك فان احد الحلول التي يجب ان تدرس بشكل حقيقي وتطبق خلال المرحلة الجديدة هي الاستعانة بالملاكات الأجنبيّة المتخصِّصة للعمل مع الأشبال والناشئين والشباب لانها ستكون الحل والمُنقذ للاتحاد في الوقت الحاضر ، علما ان النتائج التي ينتظرها الجميع لن تكون سريعة وآنية ، بل انها قد تحتاج الى (10) سنوات من اجل جني ثمارها ولكن تأثيرها على المستقبل البعيد سيكون ايجابياً.

وهنا اذكر باحد التجارب الفاشلة التي بدأت في اواخر عام 2012 للعمل في مدارس المواهب الكروية وبوجود الدعم الكبير ، وعدد غير قليل من المدربين المغتربين وآخرين من المحليين ، وعملت هذه الملاكات في ملاعب وظروف جيدة وبجهود وزارة الشباب والرياضة (المعنوية والمالية)، ولكن بعد سنوات من العمل لم تنجح هذه المراكز في صناعة وتخريج اجيال موهوبة ومحترفة تسهم في تطوير الرياضة وتصل بها الى العالمية . وما نشاهده اليوم هو جزء كبير من التخبط الحاصل في التخطيط الطويل الامد وفق اسس غير صحيحة ، واهمها الجانب العلمي والثقافي لان اغلب لاعبي منتخباتنا الوطنية للاشبال وللناشئين والشباب بعيدين عن مقاعد الدراسة ولا يهتمون بالجانب العلمي ، وحجة اختيارهم من قبل المدربين بانهم موهوبين بالفطرة ، وانهم سيكونون اعمدة المنتخبات الوطنية بالمستقبل!.

ولكن العيوب والمشاكل تظهر بمرور الوقت عندما يبدا اي مدرب يحمل عقلية وفكر متطور بشرح اسلوب لعب الفريق على البورد او الورق وكيفية التحرك اثناء اللعب ، فان اغلب هؤلاء اللاعبين لا يستوعبون هذه الافكار او يطبقونها على ارض الواقع اثناء المباريات ، مما يؤدي الى فشلهم في تطبيق تعليمات المدرب وتحصل الاخطاء وتنتهي المباراة بالخسارة ، وعندها يلقي المدرب باللوم على الحكم او قوة المنافس او ضعف الاعداد ، ويتناسى خيارته السلبية التي اوصلته الى الفشل.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *