ـ افتح ياسمسم ! نقولها ابتداء لفتح صندوق الذكريات والأيام التي اخذت اعمارنا ومرت ، دونما وقفة استذكار واحدة بما يسر الخاطر ؟ ان الذي اعرفه تماما هو ان الله جل في علاه لم يخلقنا عبثا . فنحن لسنا هامشا في حياة عابرة وانما نحن الحياة ذاتها ، بحلوها ومرها ، ونحن كيان يحسب له حساب يجب ان يؤخذ قي الإعتبار في كل صغيرة وكبيرة .والأطفال هم احباب الله ، ولأنهم كذلك فهم احباب الجميع ، بلا مِنة من احد ! ومطلوب منا رعايتهم بماء العيون . انا اتحدث هنا عن المبدعين والآخذين الأمور باسباب الوجود الراسخة . حياتنا متداخلة ، يكمل بعضها بعضا وهذا ما يجعلها ذات قيمة وهدف سام . ان الشواخص والمعالم الرئيسية للفكر والعطاء لاتتكرر في كل الأحيان . فلكل زمن رموزه وشخوصه الشامخة فطه حسين واحمد شوقي لايمكن ان يتكررا في مصر مثلا ،ولايمكن ان يتكرر الجواهري والسياب ومصطفى جواد وعبد الرزاق عبد الواحد من جديد ، انهم قالوا كلمتهم البليغة ومضوا ، وبقي علينا ان نقول كلمتنا نحن بحقهم ، لنكون عند حسن الظن برد الاعتبار لهم بكل وسيلة متاحة . فمن الظلم ان نبخس الناس اشياءهم ، انهم لن يتكرروا بسهولة ،من اين نأني بمثل الطيب صالح وعبد الله البردوني وغازي القصيبي وعبد الرحمن منيف ومحمد الفيتوري وفؤاد التكرلي وعلي جواد الطاهر ومعاذ يوسف وجواد سليم وعلاء بشير ومحمد غني حكمت وعبد الخالق الركابي ومحمد خضير ولطفيه الدليمي وعمو زكي ونسرين جورج ، والقائمة تطول لو اردنا التفاصيل ، فهل اعطيناهم جزءا من حقهم علينا ، فهذا ماسوف نسأل عنه في نهاية المطاف !” ان من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ” فأين المفر ! ولنعترف اننا مقصرون إزاء مبدعينا مع ان الوقت لم يفت تماما على لحظة التكفير عن الذنب والإعتذار ليأخذ كل ذي حق حقه .اتحدث اليوم عن رمزين اهتما بطفولتنا اكثر من مؤسساتنا التربوية وعوائلنا بها ، اتحدث عن الرائد في عالم الأطفال ” عمو زكي ” ،اشهر مقدم لبرامج الاطفال في الإذاعة والتلفزيون والذي سبقه لفترة قصيرة الفنان كريم مجيد والفنان عمر محجوب . بعد افنناح تلفزيون العراق سنة 1956 قدم عمو زكي برنامج ” جنة الاطفال ” الشهير تبعه برنامج ” القرقوز ” اعداد وتقديم الثنائي طارق الربيعي وانور حيران ثم برنامج الاطفال تقديم الثنائي فاروق عبد الحافظ وسامي الربيعي .ارتبط عمو زكي بطفولتنا وفي عام 1945 اصدر مجلة ” دنيا الاطفال ” ، هل يمكن ان ينسى عمو زكي وهو الذي صنع ملامح طفولتنا وتعلقنا بجمال الحياة ! اما ” ماما نسرين ” وهي السيدة نسرين جورج ، الاعلامية العراقية التي تخصصت في شؤون الطفل وعالمه الرحب وترجمت العديد من المسلسلات الكارتونية للأطفال وترأست قسم برامج الاطفال ، وهي صاحبة برنامج ” سينما الأطفال ” الأثير احد اشهر البرامج التي تهتم بافلام الصغار في تلفزيون العراق على مدى 22 عاما ، وكانت لها مساهمات واضحة ببرنامج ” عالم الأطفال ” لعمو زكي وبرنامجها يقوم على فكرة تضييف عدد من الاطفال لمتابعة عرض فيلم سينمائي خاص بالأطفال ومناقشة قصة الفيلم واهدافه معهم على شكل اسئلة وحوارات ، وهذا البرنامج سيبقى عالقا في اذهان الأجيال لما يحمل من ذكريات الطفولة حيث كانت العائلة العراقية على موعد اسبوعي عند الساعة الرابعة عصرا مع ” سينما الأطفال ” ، تقول ماما نسرين وهي خريجة اكاديمية الفنون الجميلة إنها تعشق عالم الاطفال ولغتهم وبراءتهم ، فالطفل له عالم مدهش جميل !
وهنا نقول ، لأولي الأمر همسا وبود، هل كثير عليكم تكريم عمو زكي وماما نسرين بتمثالين نصفيين يزينان مدخل قسم برامج الاطفال في التلفزيون ! الوفاء من شيم الكرماء ، اما الجحود فهو يغضب الله والناس اجمعين ، انها فرصة ذهبية متاحة اليوم ،لكي نستعيد من خلالها ثقتنا بانفسنا واجيالنا ، التي ستعتب علينا ولانجد حينها مايمكن قوله من كلام ! ( “وما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك ” ـ النساء /79 ) صدق الله العظيم