من اهم معارض الفن التشكيلي العراقي بسيدني الاسترالية، (عالم اسماك) واخر (انقذوا اسماكنا من الغرق) جسد فيها عبادي اسماك بشرية مهاجرة عبر البحار بحثا عن حياة جديدة خلف البحار، جسدها التشكيلي العراقي – الاسترالي حيدر عباس عبادي بمعرض في كاليري بسيدني الاسترالية.
من هو هو حيدر؟
من مواليد مدينة الحلة – محافظة بابل 1966، حاصل على دبلوم الرسم من معهد الفنون الجميلة ببغداد سنة 1988، الفنان التشكيلي حيدر عبادي انتصر على غربته وترحاله بين البلدان وحول ذلك انتصارا، حيث بدأت رحلة الاغتراب عام 1992 كان حيدر يستشعر الخطر واصبحت سمة من سماته كطالب، اقتيد ككل عراقي الى الخدمة العسكرية الالزامية بعد تخرجه، ولكونه متميز اختير ليرسم صورا لصدام حسين في احد قصوره، وهنا عاش حيدر التناقض بعينه حيث كان من اشد المعارضين لنظام صدام وشاهد اصدقاءه يقادون الى ساحات الحروب بلا عودة حيث استشهد العديد من اصدقاءه المقربون ولكنه بعد هذا وذاك كان مجبرا ان يرسم صور الطاغية ثمنا لحياته وبقي في هذا الصراع الداخلي لمدة عامين بينما كانت مناطق الجنوب والوسط التي ينتمل لها حيدر في حالة تمرد ضد النظام، وبعد هربه بدات الصراعات الداخلية تزداد لانه اصبح على اطلاع لما يحصل بالعراق من تعذيب واضطهاد فهرب خارج العراق ابان الحصار الاقتصادي الذي كان مفروضاً على العراق آنذاك متجهاً إلى الاردن وبقي في العاصمة الأدرنية عمان اثنا عشر عاما ومنها انتقل الى أستراليا عام 2005 وكانت محطته الاخيرة سيدني التي يقيم فيها مع عائلته، ولكنه كبقية العراقيين يحن الى بلده الام حيث قال في احد اللقاءات الاذاعية “أستراليا تمثل لي كإمرأة جميلة وهي وطني الثاني، لكن هذه المرأة الجميلة وحضنها لا يدفيني مثل حضن الأم بلدي العراق.”
سيرة فنية مختصرة:
فنان متفرغ وعضو في نقابة الفنانين العراقيين وكذلك نقابة الفنانين – فرع بابل، وجمعية التشكيليين العراقيين، حصل على عضوية (جمعة ليفربول للفنون) وايضا اصبح عضو في اكثر من تجمع فني في استراليا، كما اصبح عضوا في منتدى الجامعيين العراقي-الاسترالي.
شاهد اعماله الاديب والناقد جبرا ابراهيم جبرا عام1993 وكتب عنها “حس رائع للفجيعة يجعل من حيدر عباس فنانا مأساويا نادرا في زمن لعين”
اصبحت تجاربه الفنية متناولا للعديد من اقلام النقاد بمجالات الادر والفن، منها قلم الاديب والباحث الحلي ناجح المعموري وقراءة بقلم الشاعر اديب كمال الدين.
اهم المعارض:
لحيدر عباس اكثر من عشرة معارض شخصية في بغداد ومختلف دول العالم والاردن والنمسا وفي استراليا حيث اقام احد المعارض في مسرح (دار الاوبرا) بسيدني عام 2012
الجوائز:
حصل على اكثر من خمسة عشر جائزة في الرسم لاقت اهتمامات الصحف العربية والعالمية .
انتخب عبادي سفير سلام من قبل احد المنظمات العالمية، واختير كحكم في مسابقة لـ(فن البورتريت) في مدرسة جوليان اشتون عام 2018 والتي اقيمت في اقدم مدرسة للفنون في استراليا، تقديرا لدوره ونشاطه بمجال الفنون في استراليا منحته بلدية (ليفر بول) في استراليا استوديو خاص لممارسة نشاطاته الفنية والتدريس في وسط المدينة
طبيعة عمله كفنان تملي عليه الاستماع الى الحوار الجمالي مع الكائنات والامكنة والظل والضؤ والطبيعة والخيال، اعتمد على اللغة الجمالية البصرية كاساس للتعبير، كما انه اشتغل بين ثنائية التجريد والتجسيد.
وعزى عبادي قلة اقامته معارض شخصية لانشغاله الدائم بالمعارض الجماعية والمسابقات لكونه فنان متفرغ تماماً للفن، وكان اخر معرض شخصي له عام 2017 تحت عنوان (انقذوا اسماكنا من الغرق) قدم فيه اربعة وثلاثون عملا اطرح فيها مواضيع مختلفة مثل الغربة والتهجير وسلط الضوء على عالمنا المعاصر وكيف نعيش فيه كاننا نعيش في بحيرة اسماك ، وكيف تفترس السمكة الكبيرة السمكة الصغيرة مسخرا جزئية الماء وعذوبته بحنينه الى نهري دجلة والفرات.
تنوعت تجاربه من حيث التكنيك والمضمون الا ان الصفة السائدة لاعماله تميل الى الغوص في النفس البشرية واظهار ما بداخلها على شكل لوحات.
ومن الجدير بالذكر ان حيدر عباس كان يسعى دوما الى حفر اسمه على الصخور كناية عن تخليد مسيرته الفنية وفعلا خط اسمه في المتحف البحري بسيدني، حيث حفر بالنحاس على احد جدران المتحف تكريماً لإنجازاته واعماله الفنية.
يذكر ان له ابنته (مريم) تسير على خطاه حيث شاركت معه في معرض منطقة ليفربول باستراليا في نسخته الثانية والعشرين عام 2019، ولها الكثير من المشاركات على مستوى المؤسسات التعليمية وعلى الصعيد الشخصي.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *