الكاتب نصير جبرين
بغداد……
عاصمتنا الجميلة كباقي المدن العراقية يعيش مواطنوها حرية لا مثيل لها في العالم . فالموظف يأتي للعمل متى شاء ,ويغادر متى أراد . والتاجر يبيع أي شيئ ( حتى الممنوعات )ويقبض الثمن الذي يحدده . والمواطن يستطيع أن يبني عمارته أو كوخه على أي أرض فضاء . تملكها الدولة أو يملكها مواطن آخر . بلد العجائب
المواطن العراقي الكريم لا يدفع فواتير الكهرباء والمياه الخاصة ببيته أو متجره أو موله!
ويستطيع أن يفتتح ورشة بجوار مستشفى . وجامعة بجوار محل قصابة أو بيع خضار . والمواطن يستطيع أن يصعد بسيارته فوق الرصيف . ويسير بها عكس الإتجاه . وبالسرعة التي يريد . والمواطن يستطيع أن ( يستولي ) على أي بيت أو محل خال . لأن أصحابه بالتأكيد ( دواعش ) هاربين من سيف العدالة في المدينة . والمواطن يمكنه أن يعمل موظفا في ثلاث أو اربع وظائف( في الحكومة ) يتقاضي رواتبها كلها وعلاواتها . والمواطن يستطيع أن يسافر في إجازة لقضاء أسبوع في منتجع سياحي . ويعود بشهادة ( ماجستير دبلوماسي ) أو (دكتوراه .) والمواطن إذا أصبح عضوا بمجلس النواب ، أو نال وظيفة ولو صغيرة في إحدى سفاراتنا . فحريته لا حدود له .. يدخل ويخرج دون خضوع للتفتيش . فلديه حصانة . ( نيابية .أو دبلوماسية ) هذا الحرية في العراق كلها ، المواطن أصبح فوق القانون وفوق المحاسبة على ما يقترفه من جرائم ، غياب الدولة والقانون جعل من المواطن هو الدولة والقانون ، ولا يحق لأحد الأعتراض فنحن نعيش في بلد قانونه الفوضى وقوامه القوة عرفه
( كل واحد حر يعمل ما يريد )
انما الامم بالاخلاق مابقيت
فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا .
إذا اصيب القوم في اخلاقهم
فأقم عليهم مأتما وعويل