المدرس والمعلم هذا المربي وزارع القيم الانسانية في رؤوس الاجيال الذي كاد أن يكون رسولا، هذا الذي يزرع المعارف العلمية والثقافية لاجيال سيكون مصير البلاد بين ايديهم ، مما يستوجب أن تقدم له كل اساليب الحياة الحرة والعيش الكريم ، وقبل هذا وذاك ان تبذل جهود كبيرة واستثنائية لأعداده ليكون بمستوى هذه المسؤولية الكبيرة من الناحية العلمية والاخلاقية والسلوكية ، وأن يكون ملما باختصاصه الدقيق ، بالاضافة الى أن يلم بقدرما من من مختلف العلوم والمعارف الاخرى ليكون موسوعة معرفية يقف شامخا محترما أمام تلاميذه ونموذجا ومثالا كبيرا لكل منهم .في عراقنا اليوم المئات من الكليات والجامعات والمعاهد تخرج دفعات تلو الاخرى من المدرسين والمعلمين بالاضافة الى كليات ومعاهد التربية هناك كليات العلوم والاداب والادارة والاقتصاد والتربية الفنية واكاديمية الفنون وجميعها يمكن أن تخرج المدرس والمعلم المؤهل للقيام بواجب التربية والتعليم في كل المدارس بمختلف مراحلها في العراق ، وعلى الرغم من هذه الاعداد الكبيرة من الخريجين فانها لاتكاد تسد الحاجة الحقيقية من هذه الكوادر لو كانت لدينا مدارس تلتزم بالمقاييس العلمية والعالمية المستوفية لشرط مدرسة من حيث البنايات والمناهج وعدد الطلبة في الصف الواحد لا كما هو واقع اليوم المدارس بثلاثةوجبات دوام والصف الواحد يتجاوز الاربعين طالب مع موت دروس الفنية والرياضة والنشاطات الصفية الاخرى الجاذبة للطالب والمشجعة على الدوام .هذا الحال أدى الى فتح عدد غير قليل من المدارس الاهلية في كل محافظات العراق لاتتوفر في بعضها ابسط الشروط لتكون مؤسسة تعليمية تربوية وهذا ليس موضوعنا الرئيسي في هذه المقالة ولكن الذي نريد الاشارة اليه هو الراتب أو الاجر البائس الذي يتقاضاه المعلم والمدرس في هذه المدارس قياسا بزميله في التعليم الحكومي حيث لايتجاوز في اغلب الأحيان ال 300 ألف دينار شهريا بدوام كامل.
مبالغ قليلة
والمعلم معرض للطرد وانهاء العمل حسب مزاج صاحب أو مالك المدرسة والذي قد يكون بعضهم لاصلة له بالتربية والتعليم ولكنه صاحب مال وجاه مكنته من فتح مدرسة أو أكثر ، علما بأن اصحاب هذه المدارس يتقاضون مبالغ غير قليلةعن كل سنة دراسية للطالب تبلغ احيانا مليون دينار لطالب المرحلة الابتدائية …كذلك فأن المعلم والمدرس هنا محروم من العلاوات والترفيع والاجازات أي كل الميزات التي يتمتع بها زميله في القطاع الحكومي ، واغلب المدارس تتحايل على ارسال التوقيفات التقاعدية لمنتسبيها من الكادر التدريسي والتعليمي وحتى العاملين الاخرين من اداريين او عمال .نقول المطلوب من وزارة التربية العمل على انصاف المعلمين والمدرسين في المدارس الاهلية الخاصة لتكون رواتبهم ومخصصاتهم وميزاتهم الاخرى مماثلة لزملائهم في التعليم الحكومي وهنا ستكون المنافسة كبيرة للرفع من العملية التربوية في القطاعين العام والخاص وتأمين الحياة الحرة الكريمة للمدرس والمعلم ، واستيعاب مخرجات المعاهد والكليات من المدرسين والمعلمين دون تمييز ودون تفريط بقدراتهم .
ودون اجبار التربوي العاطل عن العمل للرضوخ الى شروط قاسية من قبل اصحاب المدارس الاهلية لتأمين الحد الادنى من مستلزمات المعيشة له ولعائلته في يكنز مالكي المدارس الاهلية مئات الملايين ان لم تكن المليارات على حساب المدرس والمعلم . بين معلم القطاع العام والقطاع الخاص… وضرورة المتابعة الجادة لتكون بنايات المدارس وأثاثها ومرافقها الاخرى بالمستوى المطلوب وليست عبارة عن بيوت مغلقة بدون ساحات ولا حدائق توفر للطالب الاجواء الملائمة للدراسة بدون ضجر .