عقد في أذربيجان مطلع هذا الشهرإجتماع مجموعة الاتصال على مستوى القمة لحركة عدم الانحياز للتعافي لما بعد جائحة كورونا..

كان خبراعاديا جدا مر مرورا عابرا دون إهتمام كبير كما هو نظيره مؤتمرالقمة العربية قبله بمدة ليست بعيدة ، بعد أن أصبح هو الاخر لا يثيرأيضا أي إهتمام من الرأي العام العربي او المتابعين كما هي الاحداث الاخرى أو كما كان يحصل سابقا عند عقد هذه المؤتمرات ..

لكن الخبررغم مستوى أهميته يثير تساؤلات وافكارا عديدة عن حركة عدم الانحياز .. منها هل هناك مبرر لاستمرارها بهذا الاسم أو أي مسمى آخر وليس ( عدم الانحياز ) لانتفاء اسبابه أو حتى الغائها ؟.

هذا ما ينبغي أن يكون عليه الموقف بعد التغيير الكبير في العالم وطبيعة الظروف وحركة عدم الانحياز نفسها بعد دخول الاتحاد السوفيتي في ذمة التاريخ لتنتهي بانتهائه الثنائية القطبية وتبدأ مرحلة جديدة تقوم على الاحادية وسيادة الراسمالية بعد أن إنهارت الشيوعية وإنتهت الاشتراكية منذ أن قدم الرئيس غورباتشوف خطة للاصلاح بمسمى (البريستوريكا) عام 1991 ومن مبادئها التحول الى اقتصاد السوق ضمن ما يسمى بالغلاسنوس او الشفافية والعلنية في الادارة ..

بغياب أحد القطبين الرئيسيين حصلت تغييرات كثيرة في العالم منها انتهاء حلف ( وارسو ) والمعسكر الشرقي أو المعسكر الاشتراكي عامة وانفراد قطب واحد ( امريكا ) بقوته واستمرار حلف ( الناتو ) وتوسعه عددا ومساحة جغرافية وتوجهات عسكرية وسياسية بانضمام دول من الحلف الاول اليه ليصل الى أكثر من ثلاثين دولة وتنتهي بذلك حقبتان كانتا وراء نشأة الحركة واستمرارها وهما حقبة الحرب الباردة بين القطبين وحقبة الاستعمار المباشر ليحل محله استعمارآخر بمسميات لا تقل استلابا لحرية الشعوب وسيادتها وكرامتها عن الاستعمار الاول ..

وسؤال كبير يتردد دائما : ماذا بقي من حركة الانحياز بعد 68 عاما من تأسيسها وغياب قادتها المؤسسين من الجيل الاول مثل عبد الناصر ونهرووسوكارنو وتيتوونكروما وغيرهم وقادة الجيل الثاني من الحركة بعد مؤتمر باندونغ ومبادئه العشرة والى يومنا هذا ؟ وهل تمكنت الحركة من مواكبة الوضع الدولي الجديد بتغيير ستراتيجيتها وأهدافها وبرامجها بعد القطبية الواحدة التي تفرض ( الانحياز وليس عدم الانحياز ) إذا ما كان هناك موقف ضد شعب من الشعوب أو دولة معينة من هذا الجانب أو ذاك أم حصل العكس في مواقف كثيرة مثل الحرب على العراق وافغانستان وليبيا وغيرها من الحروب والخلافات الداخلية واستغلال ذريعة محاربة الارهاب لاتخاذ مواقف من دول بعينها أو منظمات ومؤسسات وشخصيات معينة أو في سياسة الاحلاف والتواجد العسكري على أرض هذه الدولة أوتلك بما في ذلك القواعد العسكرية الدائمة وإستخدام المعاييرالمزدوجة والكيل بمكيالين وهي تناقض تماما القانون الدولي الذي يفرض النظر الى جميع الاطراف نظرة واحدة تقوم على العدل وضد مبدأ الحياد الذي يفرض المساواة في التعامل مع الجميع .

اذا كانت مرحلة الاستعمار بعد الاستقلال ومساندة الدول التي استقلت قد انتهت لكن مبادىء واهداف الحركة الاخرى لا تزال قائمة منذ مؤتمر باندونغ والى ان تقوم الساعة لان سياسة السيطرة والانفراد والاستحواذ لم تنته بل تزداد اكثر بالانفراد ان لم تكن هناك اقطاب كثيرة في العالم تاخذ دورها في الاحداث السياسية والاقتصادية والتنسيق والتعاون الاقتصادي والتنموي وفي كافة المجالات .. خاصة وان هناك دولا كبيرة يمكن ان تلعب دورها المؤثر وتكون مركز جذب بعد ان بلغت مستويات متقدمة جدا في التطور والبناء والصناعة والتكنلوجيا مثل الصين والهند ودول جنوب شرق اسيا ..

وفي كل الاحوال فان وجود حركة عدم الانحياز ضروري واستمراراجتماعاتها على مستويات القمة وما دونها يتيح فرصة للقاء والتشاور وتبادل الاراء والمعلومات حول مختلف شؤون العالم واثارالقطبية الواحدة عليه بشرط الالتزام بمقررات الاجتماعات واهداف الحركة عموما وبذلك تتحول من الروتينية الى الفاعلية ..

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *