الباحثون عن النجاح هم الباحثون عن الذهب ، بوسعهم دائما ان يحصلوا على شيء ما ، بشيء من الإرادة والصبر ، قد يصلون الى مبتغاهم فلا اصعب من الصعب الا الأصعب منه ، الطريق الى امام ، هو الطريق السالك الوحيد لتحقيق المستحيل وهذاهو مايستحق كل جهد مضن. إن الآمال العريضة تستحق ان نبذل في سبيلها الغالي والنفيس. اتساءل احيانا : لماذا يصر البعض على النظر من ثقب الباب ، والباب مفتوح على مصراعيه للجميع ! هل هو اسلوب ،ام طوية يجبل عليها الانسان ، ولايستطيع التخلص منها مع الايام ! لتتحول فيما بعد الى منهج وأسلوب. قلت في مرة سابقة : بشهادتي زور قد يدخل احدهم الى السجن ، ولكن الف شهادة زور لاتصنع من تافه بطلا ! الا هنا ، فإن شهادات الزور لها حضورها وتاثيرها الطاغي ! ، ولاحول ولا قوة الا بالله الغفور الرحيم . فشهادتا زور هنا بامكانهما ان تنقذا قاتلا او مجرما او سفاحا ، والتسويغات جاهزة على الطاولة وتحتها ! فمن الممكن ان تمنح رتب عسكرية ومدنية رفيعة وشهادات دراسية عليا مرموقة لأناس لايحملون الشهادة الابتدائية ! كل هذا يجري على رؤوس الأشهاد وبجرة قلم او بإيمائة من ابهام حائر ، او بشهادتي زور جاهزتين ! حصل هذا امس واليوم وسيحصل غدا ، الأمر يتعلق بالمصالح والقسمة الضيزى ! والأدهى ان مسؤولين يعترفون وعبر وسائل الإعلام المختلفة انهم يسرقون ويشترون الأصوات والمناصب ، ويبيعونها ، ويرتشون بالسر والعلن ولا احد يحاسبهم ، فالجميع يفعل ذلك ، وهذه هي الديمقراطية بمفهومها الحديث والمبتكر !

في العالم المتطور ، يطرد الوزير من منصبه إذا ماثبت تسببه في وقوع خلل جسيم في المنظومة التي يديرها ، ففي دولة اوروبية متقدمة ، جُردت الوزيرة من منصبها ، في يوم عطلتها ، لأن قطارين تصادما في احدى ضواحي الريف ، مما ادى الى وقوع ضحايا في الأرواح ، وقالوا في قرار ” التجريــد “إن الوزيرة لم تحكم إدارتها لوزارتها وهذا هو السبب فيما حصل ! في يوم اجازتها الذي لم يشفع لها .انه اهمال فادح حصل على احد خطوط السكك الحديد خارج العاصمة ! ويجب ان تكون عيون المسؤولين مفتوحة على الآخر لحماية الشعب! اما هنا فموت الناس تحصيل حاصل ، وقدر من الأقدار ، واية قضية تنتهي وتحفظ في ملفة النسيان في اعقاب تشكيل لجان تحقيق لا جدوى منها على ارض الواقع .فاين نتائج التحقيق في تفجيرات بغداد عام 2009 وماالذي اسفر عنه غرق العبارة بركابها في الموصل عام 2009 ايضا وتفجيرات الكرادة عام 2016 وتفجيرات مدينة الصدر عام 2017 وتفجيرات ساحة الطيران عام 2018 وتبقى انتفاضة تشرين في قلب بغداد التي استشهد فيها 700 شهيد وسقط فيها 20 الف جريح ، مثالا صارخا ! كل هذا وغيره الكثير ، ولجان التحقيق تواصل عملها ليل نهار ، ولكن ماهي النتائج ؟ هذا هو ما لايعرفه الا الله سبحانه . ان خدمة الاوطان وحماية كرامتها وتراثها وموروثها الفكري والانساني . جهد خلاق وتضحية ونكران ذات . كلنا نريد ان نكون عند حسن ظن ربنا بنا ، فهو يدعونا الى ذلك . إن النجاح ليس حكرا على احد ، ولكنه يحتاج الى صدق وقيمة وإرادة ، وكلام غير معسول ، والا لضاع كل شيء ، فلا تحصروا انفسكم ياسادة الأمر، في زجاجات ملونة ضيقة الأعناق ، فلاشيء اجمل من الصدق حين يكون نابعا من قلوب تؤمن حقا بالوطن وقيمته ، ولكن ما اصعب الصدق الذي هو اشبه مايكون بالكذب بعينه ! فلا تقولوا في الليل مالا تفعلونه بالنهار ! وان كانت تلك الأقوال ملونة بالوان قوس القزح ! ان من الصعب جدا ان يأتي الأوان في غير اوانه ، وقد أتى! وشكرا للسياب الكبير ، الذي حمد الله كثيرا : لك الحمد مهما استطال البلاء / ومهما استبد الالم / لك الحمد إن الرزايا عطاء / وان المصيبات بعض الكرم!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *