لا شيء يستحق بكاءك
ولا هذا الخفقان
لا جدارية درويش
ولا اغنية سلوا قلبي
ولا صورة الطفل الذي
أضاع امه ذات قصف
لا الورد المعرش في خد الجدار
ولا النهار الحار
لا التين لا غصة الحنين
لا جمة الولد الذي سقط على حين نجمة
وانت تعبرين الزقاق المترب الذي
أضعت فيه اربة طفولتك الارجوانية
لا النشيد الملكي
لا الدعاء الفلكي
ولا حتى رائحة الخبز المخمر
في الحارة القديمة
لا شيء يستحق نداءك
لا الغزل
لا الزجل
ولا حنين الحجل إلى ذاك الرجل
لا انتثار ورق اللوز على الطوار
ولا ريح البنفسج في الغبار
لا شيء يستحق غناءك
لا وجهه المنقوع في الرمل
لا كبريت اصابعه ولا
غنته وهو يشكو الرشح والزكام
كلها لحظات منفلتة
ونظرات مشتتة
وامنيات ألقاها القلب الحزين في البال
لا سؤال بعد اليوم عن اختفاء النجم
ولا عن شجن الجبال
لا سؤال اليوم عن اختفاء المدن
ولا غرق السفن
ولا تنكر الأشجار للوطن
كلها لحظات وتمضي
حقب وتكر أجيال وتعبر
جسور وتتكسر
ولا يبقى الا كلام بين ضلوع دفتر
…