في عيدك أيتها الأم : أنت نهــر الحياة الذي لا يجفّ وحياتك معاناة واسطــورة ، ولكن هذاه الرؤية الروحية تختلف بهذا الحب والتعلق بين مختلف ابناء المجتمعات فالغربيون ومنهم المفكرون وجدوا أن الأبناء في مجتمعاتهم ينسون أمهاتهم ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهنّ فأرادوا أن يجعلوا يوماً في السنة ليتذكر الأبناء أمهاتهم فاختاروا يوم (21 آذار) لكن من دولة الى أخرى اختلفوا بعد ذلك بهذا اليوم إلا أن بلدان عالمنا العربي استقروا عليه كونه اليوم الأول من فصل الربيع وفي النرويج (21فبراير ) وفي الارجنتين يوم ( 3أكتوبر ) وجنوب أفريقيا يوم ( 21 مايو ) وكان أول احتفال بعيد المرأة كما تقرر في أمريكا يوم ( الأحد الثاني من شهر مايو ) عام (1880) ? في بلادي العراق عيدك يا أمي ( 21 آذار ) ويومك هو الأيام كلها بجمالك ومحبتك فان صغر العالم فأنت يا ( ســـت الحبــايــب ) تبقين كبيرة حية تعلمينا أن نعطي الأشياء الأكثر انسانية وأنت الأم التي تحسن التعامل مع أبناءها فأنت الفاهمة لمداخيل تفكيرهم وتضحين بالغالي والنفيس من أجل تحقيق آمالهم وتطلعاتهم أنت العالم الأنثوي وبمثابة ( الشباك ) التي ترى من خلاله ( المرأة ) بجميع أشكالها وانت ( المرآة ) قوية الصورة في أوقات الشدة وتجمعين في داخلك ( جميع الأضداد ) والتي لا تتعارض مع انوثتك وحنانك وعطاءك وأنت التي ترسمين ( للرجل ) خارطة الطريق ( طريق الحياة ) ثم وحتى في فشله انت معه تساعدينه في الطموح وتحترمين رغباته عبر توفير عناصر النجاح ، فأنت يا سيدتي في يوم عيدك سر الوجود الذي رافق قلوبنا منذ تلك النعومة التي كانت في أجسادنا فلك في يوم عيدك منا ومنهم منزلة عظيمة وكل أيام عمرك بما تهبيه من حياة ورعاية مطرزّة بالتضحية والتفاني وما نفعله نحن وما نقدمه لك هو تكريم من ( رب العباد ) والذي رفع بالاسلام مكانتك الى مراتب عليا جزاء معاناتك عند الحمل والولادة فكان الحب لك علينا استحقاقاً بكل معانيه وباعظم درجاته ، وصانا الله بالوالدين بالتميز بقوله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ” ووصينا الانسان بالوالدين احساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرها ً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً ” فاليوم يا أمي أُقبّل يديكِ واسكب دموع الضعف فوق صدرك واستجّدي نظرات الرضا من عينيك فأنت نهر الحياة الذي به نحيا .